«الأرثوذكسية» تحيي ذكرى نياحة القديس أبيب صديق القديس أبوللو
تحيي الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس ابيب صديق القديس أبوللو.
وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إنه في مثل هذا اليوم تنيح القديسان الباران الأنبا أبللو المتشبه بالملائكة، والأنبا أبيب العابد المجاهد.
وقد ولد الأنبا أبللو في مدينة أخميم واسم أبيه أماني وأمه إيسي، وكانا كلاهما بارين أمام الله، سائرين في طرقه ، محبين للغرباء والقديسين، ولم يكن لهما ولد، وفي إحدى الليالي رأت أمه في حلم كأن إنسانا نورانيا، ومعه شجرة قد غرسها في منزلها، فكبرت وأثمرت، فقال لها: "من يأكل من هذه الثمرة يحيا إلى الأبد . فأكلت منها فوجدتها حلوة المذاق".
فقالت ترى أيكون لي ثمرة؟ ولما استيقظت من النوم أعلمت زوجها بما رأت، فعرفها أنه هو أيضًا قد رأى هذا الرؤيا عينها فمجدا الله كثيرًا، وزادا في برهما ونسكهما، وكان طعامهما خبزًا وملحًا، وكانا يصومان يومين يومين، وبعد أيام حبلت فكانت تصلي كثيرًا إلى إن ولدت طفلًا، فأسمياه أبللو وزادا في برهما أكثر، ولما نشأ الصبي وتعلم العلوم اللاهوتية اشتاق إلى الرهبنة، ولم يزل يزداد عنده هذا الشوق حتى اجتمع بصديق له يدعى أبيب.
فذهبا معًا إلى بعض الأديرة وترهبا هناك، وكانا يمارسان نسكيات كثيرة، وسارا سيرة حسنة مرضية لله، وقد تنيح القديس أنبا أبيب في الخامس والعشرون من بابه، أما القديس أبللو فقد مضى إلى جبل أبلوج، واجتمعت حوله جماعة كثيرة، وكان يعلمهم خوف الله والعبادة الحسنة، وفي بعض الأيام كانوا يحتفلون بتذكار القديس أنبا أبيب، ليتم قول الكتاب المقدس "الصديق يكون لذكر أبدي، وذكر الصديق للبركة.
وعاش أنبا أبللو بعد ذلك سنين كثيرة وصار له عدة أديرة وأخوة كثيرين، وكان في زمان القديس مقاريوس الكبير الذي لما سمع به فرح، وكتب له رسالة يعزيه هو والأخوة، ويثبتهم على العمل بطاعة الله وفيما هو يكتب الرسالة عرف أنبا أبللو بالروح، وكان حوله جماعة كثيرة يتحدثون بكلام الله، فقال لهم "اصمتوا يا اخوة، هوذا العظيم أبو مقار قد كتب لنا رسالة مملوءة عزاء وتعليمًا روحانيًا"، ولما وصل الأخ ومعه الرسالة، تلقوه فرحين ثم قراؤها فتعزت قلوبهم، وهذا القديس أبللو هو الذي مضى إلى القديس أموني وشاهد القديسة التي وقفت وسط اللهيب ولم تحترق، ولما أراد السيد المسيح إن يريحه من أتعاب هذا العالم تنيح بسلام.