استمرار التوتر فى البرازيل بعد هزيمة بولسونارو
يستمر التوتر في البرازيل، اليوم الخميس، حيث دعا الرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو مناصريه لرفع آخر الحواجز التي أقاموها على الطرقات مؤيدًا "التظاهرات المشروعة" عقب هزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وقال الزعيم اليميني المتطرّف الأربعاء، في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "أناشدكم: افتحوا الطرقات. هذا لا يبدو لي جزءًا من التظاهرات المشروعة"، في إشارة إلى الحواجز التي أقيمت في أكثر من نصف عدد الولايات، وانخفض عددها الثلاثاء.
وأضاف "التظاهرات الأخرى التي تقام في كل أنحاء البرازيل وفي أماكن أخرى جزء من اللعبة الديمقراطية، ومرحب بها".
شهد يوم التحركات الأربعاء أعمال عنف: دهست سيارة متظاهرين عند حاجز على طريق قرب ميراسول موقعةً سبعة جرحى، وفق قناة سي إن إن.
واستخدم بعض مناصري بولسونارو أسلوب التهديد مع صحافيين وبينهم مراسلو وكالة فرانس برس، لاسيما في ساو باولو.
وبدأت الاحتجاجات غداة خطاب جايير بولسونارو، وقد هُزم بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية الأحد في مواجهة الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "2003- 2010".
وأكد بولسونارو الثلاثاء بعد صمت استمر يومين أنه "سيحترم" الدستور موافقًا على انتقال السلطة إلى خلفه اليساري.
لكنه أطلق رسالة بمثابة تشجيع لمناصريه قائلًا "التظاهرات السلمية دائمًا موضع ترحيب".
واعتبر أنها "ثمرة الغضب والشعور بالظلم بسبب طريقة سير العملية الانتخابية"، وهي عبارة رددها الأربعاء نائبه إدواردو بولسونارو في منشور على إنستجرام أظهر صورة جوية للاحتجاجات في ريو دو جانيرو.
وفي ساو باولو تظاهر الآلاف من أنصار بولسونارو أمام القيادة العسكرية في جنوب شرق البلاد، مطالبين بتدخل الجيش على وقع هتافات تؤيد ذلك، وفق ما أكدت مراسلة فرانس برس.
وتجمع آلاف المحتجين أيضاً أمام مقر الجيش في برازيليا وفق ما أكد مصور فرانس برس وردّد بعضهم "مقاومة مدنية".
وتكرر السيناريو نفسه في ريو دو جانيرو حيث ردد آلاف المتظاهرين أمام القيادة العسكرية "لولا سارق، مكانك في السجن"، وفق مراسل فرانس برس.
وقال رودريغو ماتا البائع البالغ 41 عاماً في ساو باولو لفرانس برس "نطالب بتدخل عسكري لكي لا يصبح بلدنا اشتراكياً".
وأضاف "لا نعترف بنتائج الانتخابات لأننا نعرف أنها مزورة ككل ما يفعله حزب العمال" التابع للولا.
وأظهرت مقاطع فيديو إطلاق التحيات النازية خلال تظاهرات في ولاية سانتا كاترينا الجنوبية.
وأكد موقع "يو او ال" للأخبار أن تظاهرات أيدت تدخل الجيش الأربعاء أمام مبان عسكرية في 11 ولاية "من أصل 27" في البلاد.
وقال نائب الرئيس السابق هاميلتون موراو لصحيفة أو- غلوبو اليومية: "لا ينفع البكاء لقد خسرنا" الانتخابات.
وانخفض عدد الحواجز على الطرقات الأربعاء، وسجلت الشرطة الفيديرالية المسئولة عن الطرقات وجود نحو 100 حاجز حالياً ما يؤثر على الحركة في 12 ولاية، وفق تقرير نشر مساء الأربعاء. وفي المجموع تم تفريق نحو 776 تظاهرة من هذا النوع حتى الآن، وفق الشرطة.
وانخفض عدد التظاهرات بشكل كبير منذ بدأت الشرطة باستخدام القوة بعد موافقة المحكمة العليا على اللجوء إلى "كل الوسائل الضرورية" لفتح الطرقات.
وقال بولسونارو الثلاثاء "لا يمكننا استخدام أساليب اليسار التي تمنع حرية التجول".
في ساو باولو استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لإعادة السير إلى طبيعته على طريق كاستيلو بلانكو الرئيسية التي تربط الرئة الاقتصادية للبرازيل بوسط غرب البلاد حيث تتركز الأعمال الزراعية.
وأدت الحواجز إلى صعوبات في الإمدادات في البرازيل التي تعتمد بشكل شبه حصري على النقل البري لنقل البضائع والمنتجات الغذائية.
وحذر الاتحاد الوطني للصناعات الثلاثاء من "مخاطر الشح ونقص الوقود" إذا لم يتم رفع الحواجز على الفور.
وقدر موقع المعلومات "جي وان" (G1) أن 70 بالمئة من المتاجر الكبرى باتت تشهد نقصًا في الامداد بالنسبة لبعض المنتجات.