كاثوليك مصر يحيون ذكرى الطوباوية مريم المجدلية للمصلوب
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى الطوباوية مريم المجدلية للمصلوب، ووفقا لدراسة طرحها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولدت كارميلينا أليسي، في 8 نوفمبر 1901م في ليكاتا في مقاطعة أجريجينتو بإيطاليا من عائلة نبيلة، والدها يدعى فينسينزوأليسي وأمها تدعى سانتا الوتا.
وغدت منذ نعومة أظفارها معتصمة بحب الفضائل والتقوى المسيحية. كانت تميل للصلاة معظم يومها. في سن العاشرة توفي والدها، مما تسبب في ألم الطفولة الأكبر لكارميلينا، مما جعل ارتباطها بالمسيح أكثر. عندما كانت شابة، التحقت بسيدات الأعمال الخيرية في سانت فنسنت دي بأول. أصبح فكرها السائد هو "أريد أن أكون راهبة".
ولكن والدتها كانت تحثها دائما الى الزواج من أحد اقاربها. فكانت كارميلينا ترفض بشدة فكرة الزواج. فذهبت الى مرشدها الروحي الأب مورييلو تطلب منه نعمة الإرشاد، وبعد أيام قليلة توفت والدتها. وسبب لها الم كبير جداً وشعرت بانها يتيمة. فبدات اول خطواتها للانضمام الى راهبات القديسة كلارا الاسيزية الكبوشي في باليرمو، فتم قبولها يوم 28 مايو 1924م في الحياة الرهبانية عن عمر يناهز 23 عاماً.
وفى 19 ابريل 1925م ارتدت كارميلينا الثوب الرهباني متخذة اسم مريم المجدلية للمصلوب. وخلال فترة الابتداء بدا بصمة الصليب تطبع على طريقها، فبدات تسعل بشدة، وكانت صحتها تتدهور. وبسبب مخاوف الأخوات، خضعت لفحوصات وزيارات طبية، فكانت تصلي لمريم العذراء وتطلب منها نعمة الشفاء حتى تستطيع أن تعيش الحياة الرهبانية.
فظهرت لها مريم العذراء وشفاعتها نالت الشفاء، فجاء الأطباء وعند فحصها لم يجدوا أي أعراض عليها وكتبوا انها بصحة جيدة ولا تعاني من أي شي فقال الأطباء انها شفيت بطريقة إعجازية. وبعد فترة أبرزت نذورها الدائمة.
وبعدها بخمسة عشر يوماً، أصيبت بحمى شديدة مع السعال المستمر، مما سبب لها مرض السل، فبقيت لا تغادر حجرتها بسبب مرضها المعدي وكانت لا تستطيع النوم. فقبلت الأخت مريم المجدلية للمصلوب هذه التجربة بفرح متقبلة مسيئة الله.
وقدمت آلامها للسيد المسيح مشاركة منها في آلامه. لم يكن لدى كل الأخوات القدرة على فهم حجم التضحية بها، ربما سئم البعض من المساعدة التي كان يجب تقديمها لها، وقلن ان المساعدة تقدم للأخوات الكبار في السن فقط. لم تكن المعاناة جسدية فحسب، بل كانت داخلية قبل كل شيء. كما تقول بنفسها: "مع هذا المرض أجد نفسي منفية، مستغنى عن كل شيء، أنا وحدي في الزنزانة وفي الرب، لكن ليس مع الآخرين، وحدي على الهامش. فبقيت مريم متمسكة بمحبة الرب وإرادته.
فكلما زاد الألم كان تناجى الرب وتطلب منه أن يساعدها على تحمل هذا العذاب الجسدي والنفسي الذي الم بها . ولم تستطيع أن تطلب إرشاد الكاهن بسبب العدوي. ومنذ ديسمبر 1928م .لم تعد الحمى وأعراض السل الأخرى تترك الأخت ماري المجدلية التي خضعت للأسف لمراحل مؤلمة أخرى: العلاجات الخاطئة والمثيرة للجدل ، والتي زادت بدلاً من تخفيف المعاناة الجسدية. في الأشهر الأخيرة كانت تعاني من آلام لا توصف، ولكن مع ذلك لم يخرج من فمها سوى الابتسامات والصلوات. توفيت الأخت القديسة في 3 نوفمبر 1929. بعد أيام قليلة كان سيبلغ 28 عامًا.
منذ 23 أبريل 1965، تقع الأخت مريم المجدلية للمصلوب في قبر بسيط ومتشدد في كنيسة الدير في باليرمو. في 3 نوفمبر 1982 بدأت عملية تطويبها.
في 3 يوليو 1998م صدر المرسوم الخاص بالفضائل وبالتالي حصلت على لقب المكرمة. على الرغم من أن روح الأخت مريم المجدلية هي روحانية على غرار المسار الذي اتبعته القديسة تريزا للطفل يسوع في تجاربها، وأفراحها، ودموعها، وعلاقتها بالله الرحيم الذي يمكننا أن نثق به أنفسنا بشكل كامل في فقر مدقع، يمكننا مع ذلك أن نرى إنها السمات الأساسية للروحانية الفرنسيسكانية فيما يمكن أن نطلق عليه التكريس لإنسانية المسيح.