نجل شيخ الطريقة البصيرية: الصوفية تربي الشباب على حب الأوطان (حوار)
أكد إبراهيم بصير عضو المجلس الأكاديمي لمؤسسة محمد بصير للدراسات والأبحاث والإعلام، التابعة للطريقة البصيرية الشاذلية، ونجل شيخ الطريقة البصيرية، على الدور الكبير الذى تقوم به الطريقة البصيرية ومؤسستها فى خدمة الشباب وتعليمهم مبادىء الدين الإسلامى الصحيح، وتربيتهم على مبادىء التصوف الإسلامى السنى الصحيح، مما يخرج أجيال تحمل فكر وسطى يرفض التطرف والإرهاب.
وتابع "إبراهيم بصير" فى حواره لـ"الدستور"، إن اختيار موضوع " التصوف والإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب"، الهدف منه تعريف الناس بالدور الذى يقوم به التصوف فى حماية الأطفال والشباب من الأفكار المنحرفة الغير سوية والتى من شإنها تدمير الأجيال الجديدة وتخريب العقول، لذلك كان لزاماً على مؤسسة محمد بصير بقيادة شيخها مولاى اسماعيل بصير أن تختار موضوع التصوف والطفول والشباب ليكون موضوع النقاش الخاص بالندوة الدولية التى نظمت هذا العام .
ما الهدف من الملتقيات الصوفية التي تنظمها الطريقة البصيرية بصفة دائمة؟
أشكركم على تلبية الدعوة والحضور معنا هنا في هذه الندوة العلمية الدولية ، التي تنظمها الطريقة البصيرية ومؤسسة محمد بصير للبحوث والدراسات، والتى كان موضوعها، " الإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب عند أهل التصوف" ، فالغاية من هذه المؤتمرات العلمية والندوات الثقافية، هو توعية الأذهان ، وتوعية وترتيب الأفكار وتوعية الشباب بكل الأمور الصالحة والمفيدة للمجتمع وقضايا العصر ، حيث أننا أصبحنا نجد في وقتنا الحالي تقاليد عربية وتقاليد غربية ، ولكن نجد أن اغلب الشباب أصبحوا يأخذون بالتقاليد الغربية ويبتعدون عن التقاليد العربية التي هي أصلها من الشريعة الإسلامية وهذا من الأمور الخاطئة التى تحاول الزاوية البصيرية تصحيحها من خلال الندوات العلمية الدولية والمتلقيات التى تنظمها .
ندوة هذا العام كانت بعنوان " التصوف والإشكاليات المعاصرة للطفولة والشباب"...فما سبب اختيار هذا الموضوع ؟
الهدف الرئيسى الذى جعلنا فى الزاوية البصيرية ومؤسسة محمد بصير نختار هذا الموضوع هو الدور الهام الذى يقوم به التصوف فى إيجاد حلول لكافة المشكلات الحياتية التى تواجه الإنسان، فالتصوف يرفض إستغلال الأطفال فى الصراعات التى تحدث بين الدول وبعضها وبين الدول والتنظيمات المتطرفة المختلفة التى تحاول إحداث مشكلات فى بعض الدول، كما أن التصوف منهج تربوى أخلاقى يهدف لتربية النشء تربية سويه، لذلك كان لزاماً علينا إبراز الدور الهام الذى يقوم به التصوف لخدمة الطفولة والشباب .
بما انك نجل شيخ الطريقة البصيرية ومن شباب الطريقة... كيف تعلمتم التصوف داخل هذه القلعة الصوفية ؟
نحن تعلمنا التصوف في الزاوية البصيرية بالمحبة والأخلاق والأدب مع مشايخنا وأساتذتنا ، فلقد تربينا من الصغر على التصوف الإسلامى السنى، كنا أطفالاً صغاراً لانعرف شىء، فعندما أدركنا وجدنا الإسلام الحقيقى فى هذه الزاوية فعندما يتعامل شيخ الطريقة مع جميع المريدين هنا على انهم أبناءه وأنهم مسئولين منه مسئولية كاملة، يعرف مشكلاتهم ويبحث عن حلول لها، ففى ذلك الوقت نقول أن شيخ الطريقة هو أب للجميع، يعاملهم بالمحبة والتفاهم ويعرفهم كيف يكونوا رجالاً يخدمون وطنهم وبلدهم يضحون بحياتهم من اجل غيرهم، لذلك فنحن تعلمنا التصوف بالأفعال، وليس الأقوال، لأنه لا يمكن أن يكون الفعل دون القول ، فأخذنا التصوف عن الشيخ الوالد أطال الله عمره ، مولاي إسماعيل بصير ،والعم عبدالمغيث بصير ، والعم عبد الهادي بصير، والعم عبد الإله بصير ، وهناك فقهاء مدرسين أساتذة فى التعليم العتيق، داخل الزاوية البصيرية، يقومون ليل نهار بتعليم الشباب مبادىء الإسلام الصحيح ومنهج التصوف القويم، بحيث أننا نجد الأن، مدارس التعليم العتيق ليس فقط مدارس تربوية إنما مدرسة توعية في جميع المجالات ، ومدرسة الشيخ سيدى إبراهيم بصير للتعليم العتيق خير شاهد على ذلك.
ما هى الرسالة التي تود إيصالها إلى شباب المغرب والعالم الإسلامى ؟
رسالتي إلى شباب العالم الإسلامي، أقول لهم تعرفوا على التصوف لأن فيه الخير وفيه الوسطية والإعتدال، وكذلك عندما نقول شابا نقولها لشخص بكامل قواه العقلية ، لذلك يجب على الشباب في أي فعل أو عمل أيا كان لا بد من تقديم المنطق والعقل ، لأن منطق الإنسان وعقله لا يمكن أن يحيله إلى أشياء غير سلوكية ، ويجب علينا دائما الاقتداء بالكبار والاقتداء بالصحابة والتابعين ، لأن أغلب القصص وأغلب الروايات التي سمعناها عن الصحابة رضوان الله عليهم وما إلى غير ذلك في علاقتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، نجد أنه هناك حسن في التصرف وحسن سلوك ولا يمكن العيش بسلوك غير السلوك الحسن .
كيف يتم تربية النشء والأطفال.. وما الهدف من فكرة تشكيل مدارس عتيقة داخل الزاوية البصيرية ؟
يتم تربية النشء والأطفال داخل الزاوية البصيرية على الإسلام الحقيقى والتصوف الصحيح، أما فكرة تشكيل مدارس عتيقة داخل الزوايا فهى فكرة قديمة، والزوايا كانت من قبل في العصور القديمة مأوى للمحتاجين ، للمساكين ، للذاكرين ، وكانت الزاوية لديها دور ، كبير ومحورى، يعني قبل الأحزاب السياسية والجمعيات وما إلى غير ذلك ، كانت الزاوية لها دور كبير وهو تأطير الحياة الاجتماعية ، وتأطير المجتمع بحيث أن الزوايا كانت لها مسئولية كبيرة فى كل شىء، فلم تكن مسئوليتها دينية فقط، بل أن مسئوليتها ذلك بمراحل.
هل الزاوية البصيرية لديها مشروع مستقل عن الزوايا الصوفية الأخرى ؟
نعم عندها مشروع مستقل ، وكانت تؤطر وتدخل في كل المجالات تجدها مثلا مكان للصلح ،مكان للتقاضي ،مكان للتعليم والتعرف على أمور الدين ،ولكن لا يمكن للزاوية مع التطور الذي عرفه العالم أن تصبح مثل الماضى مثلا، لا فلذلك نجد الزوايا الصوفية أختلفت تماما عن السابق، فبدلاً من كونها مكاناً للأكل والشرب والذكر فقط، تحول لمؤسسات علمية تعرف الناس أمور الدين وتنشر الأخلاق الحميدة فى المجتمع، وتحارب الأفكار الدخلية على الدين، كما انه لايجب على الزاوية أن تبقى في ذلك الجانب الخاص بكونها مأوى للفقراء ومساعدة المحتاجين بل أن الأمر يجب أن يتعدى ذلك بمراحل، وهذا شاهدناه فى بلدنا المغرب حيث أن غالبية الزوايا ثارت على نفسها وتبدلت أحوالها وأصبحت قلاع علمية ودينية كبيرة .
ماذا تقصد بأن الزواية لا يصلح أن تكون مكاناً لإطعام الطعام والقيام بالذكر فقط ؟
أقصد أنه لايصلح أن تبقى الزاوية أو الطريقة مكاناً لإطعام الناس والقيام بأمور الذكر والحضرات فقط، حيث يجب أن تقوم الزوايا بتعليم الناس أمور الدين ومبادىء التربية الحقيقية ونشر العلم كما قال الإمام مالك رحمه الله عليه ، من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تزندق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق ، وهذا هو الذي تسعى إليه الزاوية البصيرية الشاذلية التى تعمل ليل نهار من أجل نشر أفكارها بين المغاربه .