كيف استخدم الفراعنة البيرة في طقوس الدفن والتحنيط الغامضة؟
حتى وقت قريب كان يُعتقد أن البيرة كانت مشروبًا حديثًا في التاريخ القديم، لكن اكتشاف ما يُعرف الآن باسم أقدم مصنع جعة في العالم أثبت هذا الخطأ، والذي تم اكتشافه في مصر ويعود لأقدم فترات حكم الفراعنة.
وأكد موقع "هيستوري أوف يسترداي" الدولي، أن عالم الآثار الأمريكي الدكتور ماثيو آدمز اكتشف مؤخرًا ما يبدو أنه أقدم مصنع بيرة حتى الآن في منطقة سوهاج في مصر، ومن تحليلات الكربون التي تم إجراؤها، يبدو أن مصنع البيرة يعود إلى عام 3100 قبل الميلاد، مما يجعل عمره 5 آلاف عام تقريبًا، وفي ذلك الوقت، كانت مصر يحكمها الملك نارمر أو "مينا"، الفرعون الذي تمكن من توحيد كل مصر في بداية عصر الأسرات الأولى.
طقوس الدفن والتحنيط
وتابع أن بعض المؤرخين يعتقدون أن البيرة كانت تستخدم بالفعل في طقوس الدفن والتحنيط المبكرة لملوك مصر، ويمكن أيضًا المجادلة في هذا لأن الملوك سيختارون النبيذ بدلاً من البيرة، وإذا نظرنا إلى بعض الأدب المعاصر، يمكننا أن نرى أن البيرة قد صنعها الفلاحون لأنهم لم يكونوا قادرين على شراء النبيذ.
وساعدت عالمة الآثار ديبورا سيسشاك من جامعة برينستون في تفسير هذا الاكتشاف، مؤكدة أنه خلال حكم الملك نارمر، عانت المناطق المحيطة بأبيدوس (مدينة مصرية قديمة من تلك الفترة) من نقص إنتاج البيرة الذي كان يشيع استخدامه في طقوس القرابين وفقًا لعالم الآثار.
وتابعت سيسشاك "الغبار داخل أواني التخمير يبرر الإنتاج الثقيل، يبدو أن مصنع البيرة هذا لديه طاقة إنتاجية تبلغ 22400 لتر من البيرة شهريًا، كما ترى في الصورة أعلاه، تم تقسيم مصنع البيرة إلى أقسام متعددة يحتوي كل منها على حوالي 40 وعاءًا تستخدم لتسخين الماء والقمح لعملية التخمير، ويبدو أن المصنع سليم للغاية بالنسبة لعصره وكذلك الاستخدام المكثف الذي شهده".
وأضاف الموقع أنه في بعض المناطق داخل مصر، تم صنع نوع خاص من الشراب يسمى Hecht، وكان هذا نوعًا من البيرة بنكهة العسل التي يفضلها بعض الناس بدلاً من الطعم المر الذي تتمتع به البيرة.
وتقدم مدونة المتحف البريطاني تعريفًا أفضل لكيفية صنع هذه الجعة من قبل المصريين القدماء باستخدام التقنيات التقليدية.