«نجاح أغنية كامننا دليل على خراب عقل الناس».. كيف انتهت تجربة بهاء طاهر في اتحاد الكتاب؟
قدم الأديب بهاء طاهر استقالته من عضوية مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر عام 2000، احتجاجا منه على ما وصفه بالتهميش المستمر والمتزايد للأدب والأدباء.
وخرج في حوار مع جريدة "روز اليوسف" 2000، قال، إن الاستقالة لها أسباب شخصية وأسباب عامة، الأولى وهي أن الأعضاء لا يحضرون الاجتماعات، من قبيل الاحجاج أو الكسل، وهو موقف وصفه بأنه "سلبي" ولم يقبله، خاصة وأنه نظم العديد من المؤتمرات عن قضايا كثيرة ومتنوعة، ولم يحضرها أحد رغم أهميتها، ورغم ذلك لم يكف عن الحديث للجمعية العمومية بمطالبة الأعضاء بالحضور، لكن لم يحدث أي شيء.
أما الأسباب العامة التي دفعته لتقديم الاستقالة، فكان أهمها تغير قانون اتحاد الكتاب، لأن القانون يعطي حق لوزارة الثقافة الحق في الهيمنة على الاتحاد، ووضع الخبراء القانونيين مسودة المشروع لإزالة هذه الهيمنة وكان من المفترض أن تقدم لمجلس الشعب لكن لم يحدث أيضًا أي شيء.
وشرح، أنه رشح نفسه لعضوية اتحاد الكتاب على أساس أن يكون حرا وقويا وفاعلا ومستقلا، وقضى ثلاث سنوات بذل فيها كل ما يستطيع وما تسمح به صحته وجهده، لكن النتيجة لم تكن مرضية، ما دفعه إلى تقديم استقالته.
ولفت إلى أن كبار الكتاب من أصحاب الجماهيرية، كانوا يتعالون على العمل في اتحاد الكتاب، والكتاب الشباب يتمردون على الاتحاد وعلى جميع المؤسسات، لذا ترك اتحاد كتاب مصر للضياع، وأضاف: "المثقفون هم أصحاب المشروع الوحيد في هذا المجتمع وقادرون على الضغط، ولكنهم لا يفعلون، ومن أهم واجبات المثقف أن يكون له صوت قوي ينبه المجتمع من خطر التهميش الداهم الذي يطاردنا منذ فترة السبعينات التي كانت بداية انهيار الثقافة، حيث تم استبعاد عدد كبير من الكتاب وأرغموا على السفر إلى الخارج وأغلقت المجلات الثقافية وأصبح الحال مترديا".
وأشار بهاء طاهر في حواره لـ "روز اليوسف" 2000، أن المجتمع المصري يشهد انهيارا ثقافيا، وتساءل: كيف ينجح فيلم بلا قيمة وهو "إسماعيلية رايح جاي"، ويحقق إيرادات أضعاف ما حققه فيلم هام مثل "المصير" لوجود أغنية غريبة "كامننا"، ووصف ذلك بأنه مؤشر على خراب حدث في عقل الناس.
يذكر أن الموت غيب مساء اليوم الخميس، الروائي الكبير بهاء طاهر، عن عمر ناهز 87 عاما.
ولد بهاء طاهر عام 1935، وهو مؤلف روائي وقاص ومترجم ينتمي إلى جيل الستينيات.
منح الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008 عن روايته واحة الغروب، حصل على الشهادة الجامعية من كلية الآداب قسم التاريخ، عام 1956 من جامعة القاهرة ودبلوم الدراسات العليا في الإعلام شعبة إذاعة وتلفزيون سنة 1973.