رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمناسبة ذكرى ميلادها..

«لم أخش سوى البرص».. تجربة السجن لدى نوال السعداوى

نوال السعداوي
نوال السعداوي

91 عاما مرت على ميلاد الكاتبة الراحلة نوال السعداوي، إذ ولدت في 27 أكتوبر لعام 1931، وعرفت بجرأتها في مجال الدفاع عن المرأة، وآرائها الصادمة للكثيرين، ورغم تعرضها للانتقاد والتهميش في أحيان كثيرة بسبب توجهاتها ومواقفها، إلا أنها ظلت ثابتة على مبادئها وأفكارها، ونجحت في الوصول إلى القراء العرب والأجانب بفضل نشاطاتها وبفضل حركة الترجمة، وكتابتها للرواية والقصة القصيرة والمسرحية.

"وقت الخطر بيطلع مارد يتحدى الموت" بهذه الجملة علقت الكاتبة الراحلة نوال السعداوي "27 أكتوبر 1931 - 21 مارس 2021"، على إحضار 20 سيارة مصفحة لاعتقالها قائلة: كانوا خايفين إني ممكن أضربهم"، وهذا ما كشفته خلال لقائها ببرنامج "هالة شو"، والتي كانت تقدمه المذيعة هالة سرحان، على قناة "روتانا سينما" عام 2006.

وعن اللحظات الأولى لاعتقالها في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أعربت نوال السعداوي عن خوفها الشديد حين تم اعتقالها، حيث رفضت أن تفتح بابها، حينما كانت قوات الشرطة تدق عليه، مؤكدة أنها رفضت ذلك حفاظا على كرامتها، وعدم انتهاك حرمة بيتها، فما كان من القوات إلا استصدار أمر وكسر بابها لاعتقالها.

وعن تجربة السجن؛ ذكرت نوال السعداوي: "لقيته عادي.. ولم أخش سوى البرص"، واستطردت أنها اضطرت للنوم على الأرض لاتساخ الأسرة، بينما سقط من السقف برص ظلت تراقبه لمدة طويلة، خوفا من سقوطه، وتابعت: لو في بيتنا كنت قلت "ياي"، لكنني قلت "تحملي واجمدي واكتشفت أنه غير مضر".

وأضافت السعداوي أن الرئيس أنور السادات أضاف بخط يده اسمها لتصبح المعتقلة رقم 1535، مؤكدة أنها كاتبة وأديبة لم تكن منضمة لأي حزب، وأنها تعمل لقلب نظام الحكم بالفكر لا بالسلاح، حيث كتبت مقالا باسم "من تكون الأحزاب".

ورثت نوال السعداوي عن جدتها الفلاحة- أم أبيها- وهي أمية إرادتها الحديدية، وهو ما كشفته في حوار لها بمجلة "الحياة الثقافية" بعددها رقم 175 الصادر بتاريخ 1 سبتمبر 2006 مستطردة: كان لها إرادة حديدية وكانت امرأة فقيرة وعلمت ابنها الذي هو والدي في الكبر ثلاث جامعات في مصر "الأزهر والقضاء الشرعي ودار العلوم" وكانت زعيمة للقرية تقود الفلاحين والفلاحات ضد العمدة والملك والإنجليز، وأنا عندي خمس سنوات، أذكر أنها كانت تمسكني في يدها وراحت للعمدة ومعها الفلاحون وتقول له "أنت بتأخذ المحاصيل وتسرق عرقنا وجهدنا وربنا حيحرقك في النار" فقال لها" "أنت أمية".. أنت تعرفي ربنا.. أنت لم تقرائي القرآن" قالت له: ربنا هو كتاب.. ربنا هو العدل".. فهذا هو الدرس الأول الذي تعلمته في الدين والفلسفة.