خبيرة بيئة جزائرية: «كوب 27» فرصة لحديث الدول الإفريقية بصوت واحد
عبرت بسمة بلبجاوي الخبيرة الجزائرية في مجال البيئة والاقتصاد الأخضر، ورئيسة منظمة سينارجيا للبيئة، عن اعتزازها باستضافة مصر لقمة المناخ "كوب 27"، وعلقت قائلة: "أتمنى أن تكون هذه القمة مبنية على ما تم التوصل اليه في قمة جلاسكو السابقة واستكمال لشروط اتفاق باريس، مع الدفع بالسياسات البيئية العربية والإفريقية، وإيصال صوت إفريقيا وما تعانيه من مشاكل بيئية وتغيرات مناخية صعبة للغاية".
الدول الإفريقية الأقل إسهامًا في الاحتباس الحراري
وأضافت "بلبجاوي" في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "الدول الإفريقية هي أقل الدول المنتجة لغازات الاحتباس الحراري والأكثر عرضة للتغيرات المناخية، وما ينجم عنها من كوارث طبيعية، سواء زيادة في درجات الحرارة، أو جفاف ونقص في الإنتاج الغذائي، ومجاعات وفيضانات وارتفاع عدد اللاجئين، مما يهدد امن واستقرار العديد من الدول مع ارتفاع الفقر والأمراض، ويفتح المجال للتطرف والإرهاب، بحسب قولها.
الدول الإفريقية
وأوضحت أن القارة العجوز ساهمت بأقل قدر في ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تمثل أقل من 4% من الانبعاثات العالمية، عند مستوى 0.8 طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون/عام، على سبيل المثال، مضيفة:" وتعتبر انبعاثات الفرد في إفريقيا أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 5 أطنان من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون/عام، وأقل بكثير من المناطق الأخرى مثل أوروبا وآسيا".
الجزائر تدعم مجهودات مصر للدفع بالسياسات البيئية
وأشارت إلى أنه مع كل ما سبق، فإن المساعدات المالية العالمية للقارة الإفريقية لمواجهة والتكيف مع التغيرات المناخية ضئيلة جدًا، وهذا ما يجعل الأمر يحتاج إلى تكاتف وموقف دولي.
وفي هذا السياق قالت بلبجاوي: "عبرت الجزائر عن دعمها لمجهودات دولة مصر في الدفع بالسياسات البيئية لتحقيق تغيرات ملموسة، حيث أكد وزير الخارجية الجزائري خلال الاجتماع التحضيري للقمة على "ضرورة أن تتكلم الدول الإفريقية بصوت واحد من أجل الدعوة إلى عمل مناخي فعلي وناجع يأخذ بعين الاعتبار أولويات القارة الإفريقية وانشغالاتها، سيما بالنظر إلى المحاولات المتكررة الرامية إلى التشكيك في صلاحية مبدأ المسئوليات المشتركة رغم اختلافها".
التجربة المصرية حققت تطورًا كبيرًا في مواجهة تغيرات المناخ
فيما عبرت عن تطلعها للاستفادة من التجارب المصرية التي حققت تطورًا كبيرًا في التكيف ومواجهة تحدي التغيرات المناخية، من خلال مشاريع تطوير الاقتصاد الأخضر والسياسات البيئية التي تسمح بتطبيقه على أرض الواقع مع تنمية اقتصادية ملموسة وتحسن ملحوظ في المستوى المعيشي.
وعن قمة المناخ 27، قالت: "أتمنى أن تتطرق القمة العالمية للمناخ للمشاكل البيئية العربية والإفريقية مثل ظاهرة التلوث بمادة البلاستيك برًا وبحرًا، والتقليل من المواد البلاستيكية ذات استعمال واحد، والجفاف وأزمات الغذاء الناجمة عنه، والاهتمام بظاهرة التصحر وحرائق الغابات، التطرق لملف إدارة المياه و تسيير النفايات، مع تأطير مساعي كل الدول العربية والإفريقية للوصول الى وضع سياسات بيئية مشتركة تسمح لنا بالوصول إلى أهداف التنمية المستدامة مع تحقيق الاقتصاد الأخضر من أمن غذائي ومائي واجتماعي".