الجمعة.. حفل توقيع رواية حجاب الساحر لـ أحمد الشهاوي
تستضيف مؤسسة بتانة حفل مناقشة وتوقيع رواية "حجاب الساحر " الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية للشاعر والروائي أحمد الشهاوي، ويناقشها الناقد والأكاديمي د.عادل ضرغام، والناقد والأكاديمي محمد سليم شوشة والناقد والأكاددمي الدكتور شريف الجيار، ود.نانسي إبراهيم، وذلك في السابعة من مساء الجمعة الموافق بمقر مؤسسة بتانة بوسط القاهرة.
رواية “حجاب الساحر هى العمل الروائي الأول للشاعر أحمد الشهاوي، وأشار في تصريحات سابقة لـ”الدستور" إلى أن "هذه الرواية مدينة للعُزلة التي أسعى دومًا إلى أن أكون فيها في حياتي ، وكذا صفاء الذهن، ثم التأمُّل الذي أمارسُهُ يوميًّا ، وإن لم أستطع أخذته معي إلى النوم.
فمُخيلتي لا تعملُ إلا في أجواء وظرُوفٍ كهذه .كما أنَّني أعيشُ في مساحات من الحرية كي أهندسَ في الفراغ ، وتلك "لعبتي" التي أفضِّلها منذ درستُ الهندسة الفراغية في المدرسة الثانوية، والكاتب لا بد أن يكُون مُهندسًا وبنَّاءً من طرازٍ خاص."
وذكر الشهاوي "أنا بطبيعتي أراجعُ كل ما أنجزُ في حياتي أكثر من مرَّ ة ؛ لأنَّ من يتصوَّر أنَّ الكتابة سهلةٌ مخطئ ، ولا يدركُ أسرارَها ، وبالنسبة للرواية - التي هي ليست الحقل الذي أحرُثُ فيه - ظللتُ أكتبُ روايتي "حجاب الساحر" نحو أربع سنوات من 2017 حتى 2022 أصدرتُ خلالها أربعة كتب هي: لا أراني، ما أنا فيه، كُن عاشقًا، سلاطينُ الوجد.. دولة الحُب الصوفي. ولا أحبُّ أن يقول ناقد أو قارئ أو ناشرٌ: هذا الكاتب لن يكتبَ روايةً مرةً ثانية.
"حجاب السَّاحر":
أين شمس؟.
مِمَّ أخافُ؟.
إنَّها قطعةٌ من جسدي ستُسْتأصلُ ، وانتهى الأمر ، فلستُ كالنساء أبكي رحِمًا ورديَّةً خانتْنِي وتَلِفَتْ ، يراها غيري مصدرَ الأنُوثةِ والخُصُوبة والولادة ، بل والحياة بأسْرِها ، أنا التي تصنعُ الحياة ، أنا الأنوثةُ ، وليست الرَّحم.
لستُ أرنبةً لها رحِمَان، إذا فسدت واحدةٌ، حلَّتْ الثانية مكانها ، هي رحمٌ واحدةٌ لا غير ، تُشبهُ ثمرة الكُمثرى المقلُوبة في الشَّكل والحجم ، وأنا لستُ متيَّمةً بهذه الفاكهة، ولا أتذكَّرها في العادة، ولا أحنُّ إليها، ولم أتوحَّم عليها في المرَّات الثلاث لحملِي، ولا مشكلة عندي في الاستغناءِ عنها، أنا امرأةٌ تُحِبُّ المانجُو، بل أراني ثمرة مانجُو لم يُحسِن تقشيرَها وأكل لُبِّها سوى واحدٍ فقط، لا أحدَ غيره.
سأنسى هذه الرَّحِم، كما أنسى الكُمثرى التي لم يعُد لها طعمٌ أساسًا ، هو فقط من حلُم بأن أنجبَ له بنتًا وولدًا ، لقد تمنَّى أن أكونَ له زوجةً يومًا ما.
بعد عمليةِ استئصالِ الرَّحِم التي أتهيَّأ لها ، ستنخفضُ نسبةُ حدُوث الحمْل إلى نسبٍ قريبةٍ من الصِّفر، ولكن ليست صِفرًا ؛ لأنَّ نسيجَ المبيض سليم ، وسينتجُ ويفرزُ الهرمونات التي تسبِّب الإباضَة ، ، لا تزالُ هناك فُرصةٌ لتلقيح البُويضة خارجَ الرَّحم ، سأقولُ له: “إنَّ هناك فرصةً للحمل خارج الرحم”، وهو دائمًا يقولُ لي : " أنتِ قادرة على الحُبِّ والولادة حتى سن الثمانين؛ لأنكِ فوقَ قوانين الطَّبيعة، واستثناء من كلِّ القواعدِ الثابتةِ في البيولوجيا ".
لا أنسى رسالتَهُ القصيرةَ المُكثَّفة التي أرسلها إليَّ بعد أول لقاء لنا وكُنتُ عائدةً من المصيف، ما زلتُ أحتفظُ بها، وسأبقى، حتى أنَّني حفظتها من كثرة قراءتي لها: "كانت عيناك بحريْن من فِضَّةٍ جاريةٍ، لم أقدر أن أثبِّت عينيَّ في مائهما السَّماوي، كانتا حيراوين قلقتين حزينتين فرحتين مليئتين بالسرِّ الأعظم.
كان لهما من اسمك نصيبٌ وقدْرٌ ، فهما تجُولان في السُّرور، وتجُوبان بالحواسِّ في العالم المخفيِّ الذي لا يُدرك إلا بالحدْس.
أظنُّ بل أجزمُ أنَّ العالمَ سيقفُ طويلا أمام عينيك اللتين علمتاني أن أسعى إلى تغيير الأبجدية ؛ كي أكتبَ كلامًا يرتقي إلى سدرتهما أو يقارب خلودهما".