وزيرة التخطيط: «بيانات مصر» يعرض تحديات الدولة لتحقيق التنمية الشاملة
قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن البيانات الإحصائية الدقيقة ذات الجودة العالية تمثل جزءًا أساسيًا من الثروة الوطنية والمعرفية للدولة لا تقل أهميتها عن البنية التحتية التي تمتلكها، مضيفة أن ذلك لكونها تلعب دورًا رئيسيًا في التخطيط التنموي القائم على الأدلة، وهي أداة لتقييم ومراقبة الأداء.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، اليوم فى احتفالية إطلاق المرصد الإحصائي المصري "بيانات مصر"، الذي يطلقه الجهاز المركزي للتعبية العامة والاحصاء، وذلك بحضور اللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وممثلي الوزارات والهيئات الحكومية.
وخلال كلمتها، أوضحت الدكتورة هالة السعيد أن المَرصَد يأتي كثَمَرة لجهد وعمل متواصل من قِبَل فريق العمل بالجهاز؛ حيث يمثل مُنتجًا إحصائيًا جديدًا ضِمن سلسلة الأعمال الإحصائية القيّمة التي يقوم بها الجهاز المركزي امتدادًا لإسهاماته الثرية لتوفير قواعد البيانات الشاملة والمتخصّصة ونشر الوعي المعرفة لدى المواطنين.
وأوضحت الوزيرة أن تلك البيانات تشكل الأساس في وضع السياسات واتخاذ القرارات السليمة على المستوى الوطني والمؤسسي فتعكس بذلك الواقع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والديموغرافي للدولة.
وأضافت السعيد أن المرصد الإحصائي "بيانات مصر" يأتي تدعيمًا لمفهوم إتاحة البيانات للجميع وتعزيزًا لحق المواطن في المعرفة، وتفعيلًا لدور الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في نشر الوعي الإحصائي لدى أفراد المجتمع كافة، موضحة أنه بالحديث عن الوعي، فيتم النظر إليه من منظور شامل يتضمّن في البداية توفير المعلومات والبيانات السليمة التي تُعطي صورة كاملة وغير مغلوطة عن الواقع ليمهد الطريق لتعزيز الحوار والمشاركة الفاعلة من قِبَل المواطن، موضحًة أن هذا ما تحرص عليه مختلف مؤسسات الدولة ومن بينها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، حيث إن هذا النهج التشاركي يضمن توافر المسئولية الجماعية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي نتطلع اليها جميعًا.
وأضافت السعيد أن أهمية المرصد تأتي تأكيدًا للأهمية التي تمثلها البيانات الإحصائية كمدخل لاغنى عنه في صياغة الرؤى والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ومتابعة تنفيذها سواء في الإطار الوطني أو الدولي، مشيرة إلى أهمية وجود مَرصد إحصائي وطني يُعرض من خلاله البيــانات الإحصائيـة المصرية في المجالات المختلفة لرَصد الواقع المصري الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والاهتمام بتوعية المواطن وتنمية قدراته ثقافيًا وفكريًا في إطار توجّه الدولة نحو "بناء المواطن المصري"، مضيفة أن ذلك يسهم كذلك في التأكيد على أهمية البيانات والمعلومات كنقاط ارتكاز في التخطيط والتنمية واتخاذ القرارات الصحيحة، خاصة في ظل وجود الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء العريق على مستوى الشرق الأوسط والذي يُسهم في تعزيز جهود الدولة لتوفير البيانات على المستوى القومي.
وأضافت السعيد أن المرصد من المخطط ربطه لاحقاً ببعض الجامعات والميادين العامة في المحافظات، حيث يسهم في تعظيم الاستفادة من البيانات التي يوفّرها الجهاز، والتي تتضمن نتائج تعداد السكان والإسكان والمنشآت عام 2017، ومسح الدخل والإنفاق والاستهلاك عام 2019/2020، وغيرها من المسوح وقواعد البيانات التي يوفّرها الجهاز، ليرصُد من خلالها المؤشرات التي تَعكِس نتائج الجهود التنموية للدولة، موضحة أن تلك المؤشرات تَرتبط بشكل وثيق بحياة المواطن والأسرة المصرية، متضمنة معدلات التضخم والبطالة والميزان التجاري ومتابعة المؤشرات الخاصة بالتحدي التنموي المرتبط بالنمو السكاني المتزايد، والذي يؤثر بشكل سلبي في نصيب الفرد من عوائد التنمية.
وأوضحت السعيد أن البيانات التي يعرضها المرصد تعكس كذلك التحديات التي تواجه جهود الدولة لتحقيق التنمية الشاملة، مؤكدة أهمية الاستفادة من تلك البيانات عند تناول الإعلام لموضوعات تتعلق بها، خاصة مع الأهمية القصوى التي توليها الدولة للدور الذي يلعبه الإعلام بوسائله المختلفة في نشر وتنمية الوعي الصحيح بقضايا التنمية، موضحة أن الإعلام يمثل شريكًا أساسيًا في عملية التنمية، وقناة التواصل الرئيسية مع كل فئات المجتمع.