بعد مشروع الرمال السوداء.. أرقام صادمة عن حجمها في مصر
تدل الأرقام والإحصائيات على أن مصر تمتلك ثروة تسمى الرمال السوداء، وحجمها ليس بالقليل في تلك البقعة، وتحاول خلال الفترة الأخيرة استغلالها بقدر الإمكان، كي تجلب عائد اقتصادي مجدٍ يتناسب مع أهميتها وحجمها أيضًا.
ولمدة سنوات لم تكن تلك الثروة مستغلة من قبل مصر، حتى بدأت التوسع فيها وإنشاء المشاريع التي ترعى وتنمي الرمال السوداء، كي تستفيد من المعادن الثمينة التي تضمها تلك الرمال، لاستغلالها اقتصاديًا من خلال فصلها عن الرمال.
واتساقًا مع ذلك، أعلنت مصر عن افتتاح مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وهو المصنع الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، بحسب بيان الرئاسة.
واعتبر البيان أن المصنع إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.
ويتبع المصنع الشركة المصرية للرمال السوداء ويجرى داخله استخلاص الركائز المعدنية الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محليًا وعالميًا واستغلالها اقتصاديًا.
وترصد "الدستور" في التقرير التالي حجم ثروة الرمال السوداء رقميًا:
في البداية، فإن الرمال السوداء، هي رواسب شاطئية ثقيلة، تأتي من منابع النيل وتتراكم على بعض الشواطئ، بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز في تلك المناطق بفعل تيارات الشاطئ المحمولة التي تصبها الأنهار في البحار.
ويغلب عليها اللون الداكن بسبب احتوائها على كثير من المعادن الثقيلة والمواد الخام التي تدخل في صناعة الحديد، منها معدني الماجنتيت والألمنيت، كما تحتوي على نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت واليورانيوم وغيره.
تمتلك مصر أكثر من 11 موقع للرمال السوداء، وبها تفصل الرمال عن المعادن الخاصة من خلال أجهزة ثم يتم تحويلها لمنتجات استراتيجية تدخل في صناعة 41 مهمة، ولا غنى للكثير من الصناعات عن الرمال السوداء.
ويتوزع أماكن تواجد الرمال السوداء في مصر كالآتي: "من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلو متر، ثم تبدأ من إدكو شمال محافظة البحيرة، وتوزع على 4 مناطق تشمل شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، ودمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، ورشيد بواقع 600 مليون متر مكعب، وبلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب".
بينما كفر الشيخ بفمردها تحتوي على 250 مليون طن من الرمال السوداء، فيما تمتلك مصر 200 مليار مكعب مليون طن من الرمال السوداء كاحتياطي، ما جعل مصر أكبر احتياطي من الرمال السوداء بالعالم.
وتنقسم الرمال السوداء في مصر إلى نوعين هم الأهم، الأول داكن اللون الأسود وذلك لكونه غني بالمعادن الثقيلة والنفيسة بتركيز من 70 إلى 90% ثم نوعية رمادية تحتوي على معادن ثقيلة أيضًا ولكن بنسبة أقل تصل إلى 40%.
ويذكر أن المصنع من المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية له نحو 298 ألف طن في العام من الإلمنيت، وللزيركون نحو 25 ألف طن في العام وللجارنت نحو 12 ألف طن في العام، وللروتايل نحو 11 ألف طن في العام وللمونازيت نحو 145 طنًا في العام.