رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاهرة الإخبارية.. لا بديل عن النجاح

لا تحتاج قناة «القاهرة الإخبارية» الوليدة لعبارات المدح والثناء قبل أن تبدأ!، كما لا تحتاج إلى جمل إنشائية عن المهنية والموضوعية فهذا أساس أي عمل إعلامي يسعى إلى النجاح، ونحسب من يعمل على تأسيسها ورعايتها، محترفًا و بما فيه الكفاية ليُرضي آمال المصريين والعالم العربي.

إلا أنّه إن كنّا نريد الفخر بتحقيق حلم قديم، فلا بد من صدق القول والنصيحة، فكما يقول المثل الفرنسي «أحبب من ينصحك لا من يمدحك».


في عالم ملىء بالقنوات الفضائية والمواقع الإخبارية وحسابات "السوشيال ميديا" الوحشية، التي تنقل كل شيء وأي شيء في هذه اللحظة، ما الجديد الذي يمكن تقدّيمه؟.

إن المصريين والعرب في السنوات العشر الأخيرة، غلب يقينهم الشك في أهمية القنوات الفضائية وقدرتها على التأثير في الأمم، بل إنهم حتى يصلوا إلى هذا اليقين بذلوا من أجله الدم.

بالقناة الفضائية يمكن أن تروّج لجمال وسحر الطبيعة والثقافة في بلدك، وبها يمكنك أن تسيء لوطنك، أيضا يمكنك بها أن تغزو الآخرين.

ومصر بلد شهد حملة شرسة لسنوات وتحمل أهله الكثير، وعندما كان الشك يتسلل إلى قلوبهم، كانوا يذهبون إلى التليفزيون المصري لطمأنة نفوسهم الخائفة.

لكن عندما خدعتهم الصور المفبركة والأحاديث الكاذبة المأجورة، تخلوا عنها وحذفوها من قائمة مشاهداتهم وأبعدوا ميكروفوناتها عن ناظريهم.
المقصود أنه في زمان أصبح الصدق فيه عملة صعبة، ذاق العالم العربي الأمرّين وتعرض لهجمات صادمة من الخداع والكذب والتشويه، لا يزال تأثيرها إلى الآن، ولا يريد العودة إلى هذا من جديد.

إن نصيحتي الأولى هى الصدق في القول والنقل، «الصدقُ يبرزُ في المحافلِ عارياً، والكذبُ لا يكفيه ألفُ ستارِ».

النصيحة الثانية هي «عدم استعجال النجاح»، فبناء الثقة يحتاج إلى وقت طويل، أما هدمها فخطأ واحد يكفي.

والنصيحة الثالثة «التمسّك بأعلى المعايير» فهى الملاذ الأول لأي عمل إعلامي يسعى للاستمرار، لن يؤمن بك النّاس بالكذب ولا بالفرقعة الإعلامية ولا بتصيد الأخطاء ولا بالتشويه ولا بغزو أفكار الدول الأخرى، ولكن «التعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف» هو الضامن للبقاء.