«تقاليد التراث.. عن الهوية والعمارة والعمران».. ترجمة جديدة لأميمة صبحي عن دار العين
صدر حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع كتاب "تقاليد التراث: عن الهوية والعمارة والعمران ما بين الأصيل والمقلد والمتخيل" للدكتور نزار الصياد، وترجمة أميمة صبحي.
عن تقاليد التراث
وكتبت أميمة صبحي عن الكتاب: “يعود أصل هذا الكتاب إلى خريف عام 1987، وإلى منهج دراسي عن العمارة الشعبية التقليدية قام دكتور نزار بتدريسه في جامعة كاليفورنيا مع صديقه جان بول بوردير، حيث كانا مهتمَّيْن بتكوين وثقافة المساكن والمستوطنات التقليدية والتراثية في دول العالم، ولم يتوقعا أن هذا قد ينتج عنه كل هذه الإثارة بين العلماء والباحثين من مختلف المجالات”.
وتعود أهمية التراث إلى أن لا يمكن لأحدٍ منَّا في أي مجال الهروب منه، سنستخدمه أحيانًا في تقديم موقف محدد، بينما في أوقات أخرى قد نتمرد عليه مع سبق الإصرار، وتواجه البيئة العمرانية والأشخاص الذين ينتجونها نفس هذه الخيارات. لكن موضوع التقاليد التراثية نفسه معقد للغاية، وغالبًا لا يمكن ترجمته من ثقافةٍ إلى أخرى، على سبيل المثال، فإن كلمة "Tradition" لا يوجد لها مرادف في اللغة العريبة، على الرغم من أهميتها في العديد من اللغات الأوروبية في اللغة العربية، الكلمة الأكثر قربًا لها هي "التقاليد"، المشتقة من جذر كلمة "قلَّد"، والتي تعني "تفويض" أو مَنْح شيءٍ ما لشخص ما. فالكلمة تشير إلى غياب الاختيار، أن يقوم شخص ما بتولِّي شيءٍ ما والحفاظ عليه بحياته، وبالتالي؛ فإن التقاليد بهذا المعنى تعني مسئولية مطلوبة، والمعنى الآخر لنفس الكلمة، وهو "تقليد" أو "نَسْخ"، كما لو أن التقاليد هي ما تم تقليده من الماضي وليس ما تتناقله الأجيال السابقة.
كان أول من كتب في هذا الموضوع معلقًا على غموض كلمة التقليد، يوفو توان، فكتب في مقالة بعنوان "تقليدي: ماذا يعني ذلك؟": إن "التقليد" بوصفه قيدًا، هو نقيض للحداثة إلى حدٍّ كبير؛ وبالتالي يمكن تفسير كل هذا الحنين إلى الماضي الذي أصابنا أنه بسبب قلق ما بعد الحداثة الذي نعاني منه، شوقًا إلى وقتٍ كان يبدو لنا "أبسط" من عصرنا الحالي.
وكانت الدراسات والأبحاث تسير بشكلٍ مُوازٍ مع ظهور أسئلة متعلقة بـ"التقاليد" نفسها، وفي هذا الصدد نجد أن مصطلح "التقليد التراثي" وصفًا مناسبًا للاستخدام عند مناقشة نظام القيَم الأساسية التي تنتقل من جيلٍ إلى آخر، فـ"التراث" يدور حول عملية الانتقال والتوريث؛ وبالتالي فهو يعبر عن كيفية نشأة تلك المساكن وكيفية بنائها.
يعد هذا الكتاب الذي لا يمكن تلخيصه أبدا لتعمق بحثه وتعدد رؤاه، استمرارا للتنظير عن التراث في البيئة العمرانية في عصر العولمة والهدف هنا هو بحث الثبات العنيد لمفهوم التراث في العالم الحديث، فبدلًا من تحليل التراث كرَدِّ فعل على الحداثة أو كمجال آخر نقيض لها، يقوم الكتاب بفحص حقول المعرفة الاستطرادية والمكانية، حيث يصطدم التراث مع الحداثة بجانب تواطئه معها.
من هي أميمة صبحي
أما عن أميمة صبحي فهي مترجمة مصرية وكاتبة حرة قامت بالعديد من الترجمات والمؤلفات، منها ترجمة كتاب Disturbances of the Mind للباحث الهولندي دوي درايسما عن اللغة الإنجليزية، قامت دار العربي للنشر والتوزيع بنشره عام 2013 بعنوان "عقول مريضة"، مصر، وترجمة رواية Beyond the Great Doors للكاتب النرويجي انجفار أمبرشن عن اللغة الانجليزية، قامت دار العربي للنشر والتوزيع بنشرها عام 2016 بعنوان "إلينج"، مصر، ونشرت قصة للأطفال بعنوان "الفتاة التي حبست العاصفة" ضمن سلسلة 3 حواديت التابعة للهيئة العامة للكتاب بمصر 2017، ولها مجموعة قصصية بعنوان "رؤى المدينة المقدسة" عن دار العين للنشر والتوزيع في 2019، حازت على المركز الأول لجائزة ساويرس فرع شباب الأدباء 2021.
ولصبحي تحت الطبع قصة للأطفال بعنوان "سور الحلوى" دار أصالة للنشر والتوزيع، لبنان، وترجمة رواية "Hotel World" فندق العالم، للكاتبة الإنجليزية آلي سميث دار العين للنشر، 2021، ترجمة رواية Nickel Boys "صبية نيكل" للكاتب الأمريكي كولسون وايتهيد، دار روايات، الإمارات، 2022، ترجمة "تقاليد التراث" للدكتور نزار الصياد، دار العين للنشر، مصر، 2022.