صحيفة بريطانية: الساحل الأمريكي أرض خصبة للأعاصير القاتلة
توصلت دراسة جديدة إلى أن ساحل المحيط الأطلسي في الولايات المتحدة أصبح أرضًا خصبة للأعاصير الشديدة التي من المحتمل أن تضرب المجتمعات الساحلية بشكل أكبر إذا ظل العالم مدمنًا على الوقود الأحفوري.
ظروف بيئية صعبة
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن الاحتباس الحراري الناتج عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من حرق النفط والغاز والفحم هو العامل الرئيسي الذي يساهم في زيادة العواصف والفيضانات الشديدة التي تؤثر على الساحل الشرقي للولايات المتحدة على مدى العقود الأربعة الماضية، وأدى التكثيف السريع للعواصف إلى استجماع قوتها بسرعة وأصبح من الصعب بشكل متزايد توفير التحذيرات وأوامر الإخلاء في الوقت المناسب للسكان.
وأضافت الصحيفة أن الكوكب الدافئ يستعد للأعاصير التي تزداد شدتها بشكل أسرع، ومعها تزداد مخاطر الفيضانات إلى مجتمعات الساحل الشرقي التي تشير النمذجة إلى أنها ستزداد سوءًا دون اتخاذ إجراءات جذرية للحد من غازات الاحتباس الحراري.
وقال كارثيك بالاجورو، عالم المناخ والمؤلف الرئيسي: "أصبحت البيئة القريبة من الشاطئ أكثر ملاءمة للأعاصير بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي، وهذا يتفق تمامًا مع تصاعد حدة الأعاصير التي لاحظناها في المنطقة، والنتائج التي توصلنا إليها لها آثار عميقة على سكان المناطق الساحلية، وصانعي القرار والسياسات."
وتابعت الصحيفة أنه بتحليل نشاط العواصف والظروف التي شكلتها، وجد الباحثون أن معدلات تراكم الأعاصير بسرعة بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي الأمريكي قد زادت بشكل كبير بين عامي 1979 و 2018.
وأضافت أن ساحل المحيط الأطلسي يتمتع بمزيج فريد من الظروف البيئية غير الموجودة في خليج المكسيك، وهي نقطة ساخنة أخرى للأعاصير، مما يجعل ولايات شرق الولايات المتحدة معرضة بشكل خاص للعواصف الشديدة والرطوبة، وفقًا لباحثين من مختبر شمال غرب المحيط الهادئ الوطني التابع لوزارة الطاقة.
إعصار قاتل
وأكدت الصحيفة أنه في الشهر الماضي، قتل الإعصار إيان 126 شخصًا على الأقل وتسبب في فيضانات واسعة النطاق وأضرارًا للبنية التحتية في فلوريدا بعد التحول من عاصفة استوائية إلى إعصار من الفئة الرابعة في غضون 24 ساعة، حيث تشكل العواصف التي تشتد بالقرب من الخط الساحلي تهديدًا أكثر خطورة على الحياة والأرض والممتلكات، حيث أن ارتفاع مستوى سطح البحر يعني زيادة العواصف وتصل إلى مناطق داخلية أبعد.