اغتيالات أم إحباط عمليات.. كيف تستخدم إسرائيل المُسيرات فى الضفة الغربية؟
انتشرت تقارير خلال الفترة الأخيرة في الإعلام العبري حول استخدام إسرائيل للـ"المسيرات" في عملياتها العسكرية داخل الضفة الغربية، الممتدة منذ أسابيع ويطلق عليها في إسرائيل اسم "كاسر الأمواج".
بعد حادثتين قُتل فيهما ضابط في الجيش الإسرائيلي وجندي من وحدة "مكافحة الإرهاب" خلال تبادُل إطلاق نار مع خلايا فلسطينية، بدأ الحديث يزداد تدريجياً عن استخدام المُسيرات في الضفة الغربية، وكان التساؤل الرئيسي هو: هل استخدام المُسيرات يعني اتجاه إسرائيل نحو سياسة الاغتيالات في الضفة؟
تضارب معلومات
عملياً، الجيش الإسرائيلي توقف عن القصف الجوي في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية، وكان يتم استعمال مروحيات قتالية، وفي بعض الأحيان طائرات عسكرية، في محاولة لاغتيال مطلوبين، لكن الُمسيرات لم تستخدم في الضفة، فيما كان استخدامها بكثافة في قطاع غزة.
حتى هذه اللحظة لايوجد تفاصيل واضحة عن كيفية استخدام إسرائيل للمُسيرات داخل الضفة، ولكن ما تم نقله إلى المراسلين الإعلاميين أن قائد هيئة الأركان منح قيادة المنطقة الوسطى "الضوء الأخضر للقيام باغتيالات في الضفة"عند الحاجة العملياتية.
وأشارت التقارير إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي صادق للمرة الأولى على استعمال المسيّرات الهجومية، بهدف اغتيال مطلوبين فلسطينيين في الضفة الغربية عن بُعد. في الوقت الذي علق فيه الناطق الرسمي باسم رئيس الأركان أن هذه المعلومات غير دقيقة ولم يتم نقلها إلى الإعلاميين عن طريقهم، وأن الصيغة التي تعمل بها القيادة الوسطى هي: مسموح استخدام المسيرات عند الحاجة إلى إحباط تهديد، بما معناه- وقف مصدر إطلاق نار، وليس لتنفيذ اغتيالات.
صلاحيات وخلافات
استخدام المسيّرات في الضفة هي مسألة محل خلاف داخل إسرئيل، إذ أن هناك من يرى أن القصف من الجو سيكون فعالاً، بينما آخرون يترددون بسب بمخاوف من نتائج عكسية (مثل سقوط أعداد كبيرة من الضحايا). وفي الوقت نفسه فإن إدخال القوات البرية داخل الضفة بشكل يومياً أمراً مرهقاً للغاية، مع مخاطر عالية.
أما من ناحية الصلاحيات، فإن رئيس الأركان الإسرائيلي ليس مخولاً اتخاذ قراركهذا وحده، بل هي مسألة سياسية وهي بيد الحكومة، وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته إقرارها.
اغتيالات أم إحباط عمليات؟
بالنسبة للقيادة العسكرية الإسرائيلية فإن الاعتقال أفضل من الاغتيال، لأنه يسمح بالتحقيق مع المشتبه به والحصول منه على معلومات استخباراتية عن عمليات مستقبلية.
في حين أن الاغتيالات تكون أكثر فاعلية في المناطق التي لا يستطيع الجيش الإسرائيلي العمل فيها بحُرية، وسيكون عليه المخاطرة جدياً بقوات كبيرة، بهدف اعتقال مشتبه بهم.
في سنة 2005، ومع خمود الانتفاضة، أنهى جادي أيزنكوت ولايته كقائد لفرقة (يهودا والسامرة)، وفي حينه أطلق توصية وهي أن :استخدام بندقية إم-16 أفضل من استخدام طائرة إف-16، بيد أن الهجوم على المنفذ داخل منزله تعزز الردع الإسرائيلي، وتثبت للجميع قوة الجيش الإسرائيلي.