رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيلها..على حسن : «مي زيادة  قاطعت الجميع واعترفت بحبها لجبران»

 مي زيادة
مي زيادة

تحل غدًا الثلاثاء، ذكرى رحيل الكاتبة مي زيادة التي رحلت في 19 أكتوبر 1941، وإحدى الرائدات في مجال الكتابة في مصر والعالم العربي.

الكاتب والروائي على حسن، يكشف في السطور التالية، تفاصيل الأكاذيب والشائعات التي لاحقتها على مدار مسيرتها وبعد رحيلها..

أكد الكاتب الروائي على حسن، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التاريخ الصحيح لرحيل مي زيادة هو الأحد 19 أكتوبر عام 1941، وشُيع جثمانها في اليوم التالي إلى مثواها الأخير، وذلك على عكس ما هو أشيع عن وفاتها في 17 أكتوبر من العام ذاته".

وصية مي زيادة  

وتابع: “قبل وفاتها تركت مي زيادة وصيتها على مكتبها في شقتها الصغيرة التي اعتزلت بين جدرانها العالية كل الذين حاولوا استغلالها والنيل من عقلها وتاريخها، والفوز بأموالها وميراثها الضخم ومكتبتها الجبارة!”

وأكمل: “أكدت زيادة في وصيتها على عدم ثقتها في أقاربها، وأنها تحذرهم جميعًا من الاقتراب من جسدها، حتى يتأكد الأطباء من موتها ميتة طبيعية، وألا يتم دفنها إلا بعد مرور 24 ساعة من خروج الروح!”

ولفت “حسن” إلى أن مي زيادة لم تُعر أي اهتمام للذين تعاملت معهم واكتشفت عدم أحقيتهم في مودتها وتقديرها، فقطعت علاقتها بكل هؤلاء الذين استفادوا من وجودها وعبقريتها ونبوغها".

الحب في حياة مي زيادة 

ويقول حسن:"إن مي زيادة لم تعشق إلا رجلًا واحد حين كانت في سن المراهقة والشباب، ولكن هذا الرجل خانها وغدر بها واستغل طيبة قلبها، وحصل منها على توكيل عام، ثم أودعها مستشفى العصفورية (مستشفى الأمراض العقلية) في لبنان، ساعده في ذلك الكثير من أهله، الذين هم أهلها، هذا الرجل هو "جوزيف زيادة".

وأكمل: "رجل آخر أحبته مي، منحته قلبها واهتمامها، كتب إليه عشرات الرسائل التي تُعد من عيون أدب المرسلات في تاريخ الأدب العربي كله، هذا الرجل هو "جبران خليل جبران" الذي تعرفت إليه عام ١٩١٢، من خلال الأجنحة المتكسرة، ثم ألقت كلمته بعنوان "الشاعر البعلبكي" في احتفالية أقيمت في الجامعة المصرية القديمة، أعدت لتكريم شاعر القطرين "خليل مطران" الذي أنعم عليه الخديوي "عباس حلمي الثاني" بالوسام المجيدي الثالث في يوم الخميس ٢٤ إبريل ١٩١٣، من بعدها صارت علاقة المودة بينهما تكبر وتصبح صداقة بريئة، ثم لأن مي فتاة شرقية، تحيا في الأحلام، وتفرح بالرومانسية، أكملت الطريق مع الشاعر الذي أطلق على نفسة لقب "النبي".

برعاية هذه العلاقة من الطرفين، بالغت مي في مشاعرها، وشجعها جبران، حتى باحت له بحبها في أحد رسائلها عام ١٩٢٥، وكان رد جبران على هذه الرسالة صادمًا، لا يتوافق مع كتاباته إليها من قبل، حينئذ تراجعت مي، فهي المعتزة بذاتها، الراعية لاسمها وعائلتها وقلبها، واستطاعت أن تأخذ طريقًا مغايرًا ومعاكسًا تمامًا!

وختم حسن قائلًا: "مي لم تهب قلبها لأحد سوى لهذين الرجلين، ولم تجنِ غير الحسرة والألم والانكسار، ولولا هذا القلب الرقيق الشفيف، ما عانت وما تكدرت حياتها، وعاشت في رغد كملكة متوجة على عرش الأدب والفكر والإبداع لسنوات طويلة.