بسبب ارتفاع الأسعار وتفاقم أزمة المعيشة.. الاحتجاجات تجتاح أوروبا
ضربت أوروبا موجات جديدة من الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، وسط أزمة الطاقة المتصاعدة في الأيام الأخيرة، وسط غضب شعبي من حكوماتهم التي اعتبروها تشن حربًا على شعوبها من خلال اتباع الولايات المتحدة في فرض عقوبات على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا.
موجة احتجاجات كبرى
وأكدت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، امتلأت الاحتجاجات شوارع باريس وبرلين وبراج، مع هتاف البعض "اتركوا الناتو" أو "بلادنا أولاً"، وفقًا لتقارير إعلامية قال محللون إنها ألمحت إلى أزمة أعمق تواجهها أوروبا الآن.
وتابعت أنه في مقطع فيديو، هتف مئات المتظاهرين في فرنسا "اتركو الناتو" ملوحين بالأعلام الوطنية الفرنسية، ورفعوا لافتات كبيرة كتب عليها "المقاومة" و"فريكسيت"، وقالت وسائل الإعلام الروسية آر تي في إشارة إلى مطالبة فرنسا بمغادرة الاتحاد الأوروبي.
كما ندد المتظاهرون بـ "إثارة الحرب" و"الاضطراب" الاقتصادي المرتبط بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حدثت مشاهد مماثلة في دول مثل ألمانيا والتشيك ومولدوفا، حيث تجمع أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف أمام مبنى الرايخستاج في برلين للاحتجاج على ارتفاع الأسعار في البلاد، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الألمانية، وذكر التقرير الإعلامي أن الزعيم الشريك للحزب اتهم الحكومة بشن حرب على شعبها من خلال معاقبة روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وتابعت أن عشرات الآلاف تجمعوا في ساحة فاتسلاف في براج الأسبوع الماضي للتعبير عن مخاوفهم بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة، ونظمت النقابات العمالية الكبرى في البلاد المظاهرة، ولفتت الانتباه إلى التضخم وتدهور مستويات المعيشة في جمهورية التشيك، بحسب التقرير.
وأضافت أن المظاهرات ضد الحكومة في مولدوفا مستمرة منذ أكثر من شهر، مع تفاقم أزمة الاقتصاد والطاقة في البلاد بسبب أسعار الطاقة، وفي الوقت الحالي، تواجه أوروبا تزايدًا في الشعبوية، حيث أضرت العقوبات ضد روسيا بشدة بسبل العيش، مما سيزيد من تفاقم الشعبوية ويصبح أزمة نظامية أكبر، حسبما قال سونج لوزينج، الباحث الصيني المقيم في باريس.
وقال إن "المطلب العام بسبل العيش ستستخدمه أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات المحلية، مما يشكل تهديدًا للنظام السياسي الأوروبي ككل".
شتاء قارس
ووفقًا للصحيفة الصينية، فإن الدول الأوروبية تستعد لمواجهة شتاء قاسٍ وصعب مع تصاعد أزمة الطاقة وسط تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية والانفجارات على خطوط أنابيب نورد ستريم، في حين تحاول الولايات المتحدة استخدام أسعار الطاقة المرتفعة لزيادة إضعاف اقتصاد أوروبا وإجبارها. الصناعات التحويلية للهروب من القارة وفقا لمراقبين.
في الآونة الأخيرة، فشل قادة الدول الأوروبية الكبرى في التوصل إلى إجماع خلال قمة غير رسمية في براج حول كيفية خفض أسعار الغاز، والتي ألقت بظلالها أيضًا على العائلات والشركات المحلية.
وقال المراقبون إنه لا يوجد الكثير مما يمكن لقادة أوروبا فعله لوقف الأزمة حتى في الوقت الذي تكثف فيه بعض الدول مثل فرنسا وألمانيا جهودها لتنويع مورديها، مثل شراء البعض الطاقة من الولايات المتحدة بأسعار أعلى بكثير.