المثليون النسبة الأكبر.. 70 ألف إصابة جديدة بجدري القرود
ربما يتخيل البعض أن وباء جدري القرود انتهى، بسبب عدم تسجيل حالات جديدة مؤخرًا إلا أن دراسات وتعليقات عديدة تعتبر ذلك مؤشر للخطر ولا يعني أن الوباء انتهى أو انخفضت معدلات انتشاره بل يُنبأ بما هو أخطر.
ذلك ما حدث مع جدري القرود، أصبح العالم الآن بين انتشار شديد لحالات الإصابة بالوباء في العديد من دول العالم، وانخفاض تام في بعض الدول الأخرى، وهو ما دفع المؤسسات الصحية منهم منظمة الصحة العالمية للحديث حول أن ذلك ربما يكون مؤشر خطر.
70 ألف حالة جديدة من جدري القرود
واتساقًا مع ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن عدد إصابات مرض جدري القردة في العالم تجاوز 70 ألف حالة، وحذرت من أن تراجع الحالات الجديدة لا يعني التخلي عن الحذر.
وتم الإبلاغ عن زيادة في حالات عدوى جدري القرود منذ أوائل مايو بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، خارج البلدان الأفريقية حيث يتوطن المرض منذ فترة طويلة.
وإلى الآن تجاوز عدد إصابات مرض جدري القردة في العالم 70 ألف حالة و26 وفاة، وفق الصحة العالمية التي حذرت من أن تراجع الحالات الجديدة لا يعني التخلي عن الحذر.
وقالت المنظمة إن أعداد الحالات المسجلة الأسبوع الماضي قد شهدت ارتفاعا في العديد من البلدان في الأمريكيتين، مشددة على أن تباطؤ ظهور حالات جديدة في جميع أنحاء العالم قد يكون "أخطر" فترات تفشي المرض.
فهل بالفعل ذلك يعتبر مؤشرًا على بدء موجة جديدة من جدري القرود في أوروبا؟، والتي بالتبعية تنتقل إلى دول العالم. "الدستور" رصدت أعداد الإصابات والوفيات في الدول إلى جانب تفسيرات الأطباء.
عقبة: انخفاض معدلات الإصابة لأي وباء لا يعني انتهاؤه
الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة العامة السابق بجامعة عين شمس، يوضح أن انتشار جدري القرود مرتبط بالعلاقات الجنسية الشاذة أكثر منه وباء ينتشر عبر العدوى، لأنه يعتبر أخطر بين المثليين، لأنه ينتج عنها خلل في المناعة يؤدي للإصابة به.
ويؤكد في حديثه مع «الدستور» أن انخفاض معدلات الإصابة لأي وباء لا يعني انتهاؤه لأن هناك حالات كثيرة لا تبلغ في عن إصابتها، وانتشر الآن العلاج المنزلي عن الذهاب والحجز في المستشفيات، وذلك بسبب الخبرة التي اكتسبها البعض من خلال الإصابة بفيروس كورونا.
ويقول إن الوقت الآن لا يمكن فيه تقليل الاجراءات الاحترازية، فلا بد للجميع في كل دول العالم الحذر الشديد وعدم الازدحام والتكدس والالتزام بارتداء الكمامات وغسل اليدين بشكل متكرر، وكذلك ممارسة الرياضة والحرص على النوم الكافي.
خريطة الانتشار الحالية
وتعتبر أوروبا هي الأعلى في تسجيل حالات الانتشار بجدري القرود، حيث سجلت أمريكا 26723 حالة، بينما البرازيل 8147 حالة، ثم إسبانيا 7209 حالة، أما فرنسا 4043 حالة وسجلت بريطانيا 3654 حالة، وألمانيا سجلت 3640 حالة ثم البيرو 2587 حالة وكولومبيا 2453 حالة والمكسيك 1968 حالة وأخيرًا كندا 1400 حالة.
المصدر - منظمة الصحة العالمية
وتستحوذ تلك الدول بمفردها على 87% من حالات إصابات جدري القرود العالمية، ويعتبر 97% من المصابين من الرجال في عمر 35، بينما المثليين يستحوذون على النسبة الأكبر بموجب 90%، و49% من مصابي جدري القرود هم أصحاب مرض نقص المناعة (فيروس الإيدز).
وتعتبر الولايات المتحدة الأكثر انتشارًا من جدري القرود، حيث يبلغ متوسط الإصابات اليومية حوالي 200 بعد أن بلغت ذروتها حوالي 450 في منتصف أغسطس الماضي، ويعزي مسؤولون هناك السبب إلى نقص الإقبال على اللقاحات وتقليل الاجراءات الاحترازية.
وتحذر الصحة العالمية من أن تراجع الإصابات في بعض الدول لا يعني انتهاء الوباء، مؤكدة على ضرورة عدم التخلي عن الحذر من قبل الأفراد لا سيما في دول أوروبا.