الكنائس المسيحية تطلق مبادرات للحفاظ على البيئة بالتزامن مع مؤتمر المناخ
حرصت الكنائس المسيحية المُختلفة على إطلاق مبادرات للحفاظ على البيئة،وذلك مع استضافة القاهرة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2022 «COP27»، والذي يُعقد في شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر المقبل.
- زراعة 1000 شجرة بيد أطفال حدائق القبة
نظمت كنيسة الشهيد أبي سيفين بحدائق القبة، لقاءً لأطفال الكنيسة في المزرعة التابعة لها بوادي النطرون خلال شهر أكتوبر الجاري، بحضور الأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق القبة والوايلي والعباسية، والآباء كهنة الكنيسة وخدامها وأحد المهندسين الزراعيين الذي شرح للأطفال كيفية زراعة الشجر، وقاد الخدام الأطفال في عملية الزراعة حتى أتموا زراعة 1000 شجرة.
وحرص نيافة الأنبا ميخائيل والآباء الكهنة على المشاركة في زراعة الشجر تشجيعًا للأطفال.
يأتي هذا في إطار مبادرة زراعة الأشجار التي أطلقتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للإيبارشيات والكنائس مساهمةً منها في مواجهة التغيرات المناخية.
- لقاء لتنمية الوعي البيئي لدى أطفال وشباب قطاع حدائق القبة
ونظمت كنيسة الشهيد أبي سيفين بحدائق القبة لقاءًا لأبناء الكنيسة من المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وذلك في إطار مبادرة "ازرع شجرة" التي يتبناها قطاع كنائس حدائق القبة والوايلي والعباسية، بهدف تنمية الوعي البيئي لدى الأطفال والشباب.
بدأ اللقاء بالقداس الإلهي الذي تولى خدمته نيافة الأنبا ميخائيل الأسقف العام للقطاع وشاركه الآباء كهنة الكنيسة، أعقبه كلمة لنيافته للمشاركين في اللقاء البالغ عددهم 700 شخص من الأطفال والشباب، وأكد في كلمته على قيمة الإنسان حيث أنه كائن متميز مخلوق على صورة الله، وأن الله كلف الإنسان أن يرعى الخليقة ويحفظها ويحميها، بصفته تاج الخليقة، وبناءًا على هذا يليق بالإنسان أن يهتم بكل الكائنات سواء الحيوانات أو الطيور أو الأسماك أو الأشجار أو النباتات.
كما ألقى المهندس ألفونس جريس منسق مبادرة "ازرع شجرة" كلمة دارت عن دور الكنيسة في توعية أبنائها بالدور القومي في حماية البيئة بالتزامن مع مؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop 27 المقرر عقده في مصر في شهر نوفمبر المقبل. وأكد على تعاون الدولة مع المبادرة في توفير الأشجار وتسليمها للأطفال مساهمةً منها في نشر الوعي البيئي وتناول المهندس سامح موريس عضو مجلس الكنيسة في كلمته موضوعًا عن التغيرات المناخية ودور الإنسان في حماية البيئة.
وفي ختام الحفل تم توزيع شتلات الأشجار على الأطفال ليقوموا بزراعتها في منازلهم بمساعدة أفراد أسرة كلٍ منهم.
الكنيسة الأسقفية تٌطلق ندوة للحفاظ على البيئة
أصدر كل من إيبارشية الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في مصر، بالتنسيق مع المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة بيانًا وقع عليه المشاركون في ندوة الحفاظ على البيئة.
وقال البيان، لقد اجتمعنا نحن ممثلو الأزهر الشريف و الكنائس بجمهورية مصر العربية تلبية لدعوة رئيس الأساقفة سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، ونحن نقدم خالص الشكر له على هذه الدعوة الكريمة، كما نشكر المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة على هذه المبادرة الهامة والتي تحثنا على أن نقوم بمسؤوليتنا كقادة دينيين نحو مواجهة تحدي تغير المناخ وتلوث البيئة.
وأضاف البيان، من الواضح أن العالم يواجه أزمة بيئية كونية متزايدة، في ضوء هذا الواقع واعترافاً بحقيقة أن مصر الحبيبة تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2022 (COP 27)، وبصفتنا قادة دينيين في مصر، نعرب عن دعمنا القوي ودعائنا و صلاتنا من أجل نجاح المؤتمر المقبل المنعقد في شرم الشيخ في الفترة من 6 حتى 17 نوفمبر، ووفقًا لتقاليدنا، ندعو الله أن يكون هذا المؤتمر ضوءًا يهتدي به العالم في سعيه لفهم التحديات البيئية التي نواجهها الآن والاستجابة لها، ونُهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسي وجميع المسؤولين المصريين على استضافة هذا الحدث التاريخي.
إننا كقادة دينيين في مصر، حرصًا على وصية الله لنا كبشر أن نعمر الأرض التي خلقها على أحسن صورة و نحميها، كما هو مكتوب في النصوص المقدسة المسيحية والإسلامية التي تدعونا أن نبذل الجهد العملي وليس مجرد الدعم الرمزي او المعنوي للمؤتمر، بناء على ما سبق توافق المشاركون على عدد من النتائج والتوصيات على النحو التالي:
1. تطابق الرؤيتين الإسلامية والمسيحية في الاهتمام بالبيئة، والحفاظ عليها، والارتقاء بها، والتصدي للأخطار التي تحيق بها، باعتبار ذلك أمرًا إلهيًا، وواجبًا دينيًا، ومسؤولية أخلاقية.
2. نثمن الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية (الأزهر والكنائس) في الدعوة إلي الحفاظ على البيئة، وإطلاق المبادرات العملية لنشر الوعي البيئي، ومواجهة التغيرات المناخية، وندعو وسائل الإعلام، والمؤسسات التعليمية إلي نشر ذلك على قطاعات عريضة من المجتمع.
3. التشديد على ضرورة وفاء الدول الغنية والصناعية الكبرى بالتزاماتها تجاه الدول النامية، حتى يتسنى لها مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية من ناحية، والاتجاه نحو الطاقة المتجددة من ناحية أخرى.
4. نشر ثقافة التعامل الإيجابي مع البيئة في أوساط الأطفال والنشء والشباب حتى يتشكل وجدانهم، ووعيهم، واتجاهاتهم السلوكية في اتجاه اعتبار الطبيعة جزءًا من التكوين الإنساني، وأن الحفاظ على البيئة واجب ديني وأخلاقي وإنساني، وفي هذا الخصوص نؤكد على أهمية التعليم، بما يحويه من مناهج وأنشطة متنوعة، وممارسة الفنون بشتى أنواعها، في توجيه وعي الأجيال الصاعدة إلى أهمية الحفاظ على البيئة.
5. التأكيد على أهمية تفعيل القوانين الخاصة بالحفاظ على البيئة، ومنع الاعتداء عليها بشتى الصور، مما يستوجب مراجعة العقوبات التي تنطوي عليها هذه القوانين، حتى تناسب المخالفة، كما وكيفا، يأتي ذلك جنبا إلي جنب مع التوسع في توعية المجتمع للحفاظ على البيئة.
6. يثمن المشاركون ما يقوم به الأزهر الشريف والكنائس من مبادرات، وما ينتجه من خطابات دينية للحفاظ على البيئة، ويدعون إلي مزيد من العمل المشترك بين المؤسسات الدينية جميعًا، تأكيدًا على تطابق الرؤيتين الإسلامية والمسيحية في قضايا البيئة والتغيرات المناخية.