«شباب من أجل المناخ».. مبادرة مجتمعية لإعادة الاستفادة من الطعام المهدر
تتحد جميع مبادرات المجتمع المدني الفترة الأخيرة حول هدف واحد، هو الحفاظ على الأرض ومواجهة التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم، بالتزامن مع استضافة مصر قمة المناخ cop 27 نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ.
عانت الأرض من الكثير من الملوثات منها هدر الطعام الذي يستهلك بكميات كبيرة، ما يعود بمردود سلبي على طبيعة الأرض المناخية، وهو الأمر الذي اتخذته مبادرة "شباب من أجل المناخ" نهجا لها بهدف تقليل الهدر والتوعية بنظام بيئي في استهلاك الطعام.
تقول دعاء عبدالغني، مؤسس المبادرة، إن هدر الطعام يعد تلوثا للأرض والمياه والبيئة معا، وأيضا ضياعا لمجهود اليد العاملة التي زرعت هذا الطعام.
وأضافت أن هدر الطعام يعد من الملوثات الأكبر كمية من نواتج الإنسان، ويعد من الملوثات الأساسية للبيئة، لكونه ينبعث منه غاز الميثان الذي يساعد في التغيير البيئي.
وأكملت أن خطة عمل مبادرة شباب من أجل المناخ، أنها تزيد من الوعي للمواطنين وهذا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بنشر عدد من المعلومات عن خطورة هذا السلوك السلبي وكيفية الاستفادة من الطعام المهدر المتبقي والذي أصبح تقويمه من ضروريات الحفاظ على البيئة، وأيضا من خلال التوعية المباشرة، للحفاظ على الأطعمة وعدم الحصول إلا على الكميات المحتاجة وليس بكميات وفيرة عن الاحتياج الشخصي، وهذا ما نلاحظه سواء في حجم الشراءات من المتاجر والأسواق أو في الاستهلاك في المطاعم العامة والفنادق، معلقة: "كميات طعام مهدرة تكفي أسرا تحت خط الفقر".
وواصلت أن المبادرة تعمل على استغلال الطعام المهدر لشقين الأول إعادة تجهيز الصالح منه وتوزيعه على الأسر البسيطة لإطعامهم، ثانيا الاستفادة من الطعام المستهلك منه ليصلح في إعادة استخدامه في الزراعة بإنتاج منه سماد الفيرمي كمبوست.
وعرفت مؤسسة المبادرة سماد الفيرمي، بكونه خليطا من فضالات متنوعة من الأطعمة المهدرة، قشور البيض، بقايا النباتات وأوراق الشجر المتساقطة، ومن السهل تصنيعه للاستفادة منه مرة أخرى في الزراعة.
وتابعت عبدالغني أن المبادرة لن تغفل عن الأطفال لزيادة الوعي لدىهم لكونهم الجيل القادم والحفاظ على وعيهم يعد حفاظا على حياة الأرض المستقبلية من خلال ورش عمل لغرز أهمية الزراعة لديهم من خلال زراعة نباتات صغيرة باستخدام نموذج من سماد الفيرمي الناتج من الغذاء المهدر وبهذا تكون اكتملت دائرة التوعية لديهم نظريا وعمليا.
«هناك طعام لكل إنسان على الأرض، ولكن لا يأكل كل إنسان»، قالت مؤسسة المبادرة، لتحلم بتنفيذ مصنع إعادة تدوير هدر الطعام حتى على نموذج مصغر لتستفيد منه في إنتاج سماد عضوي صديق للبيئة، وتحويل القمامة إلى منتجات صالحة للاستخدام، ونشر تلك الفكرة في الريف المصري لتشجيع المزارعين على انتاج سماد الفيرمي في مزارعهم وحقولهم.
واختتمت: لو أن كل إنسان يعلم خطورة الطعام المهدر على مناخ الأرض، لحافظ على كل لقيمة يحصل عليها للعيش في بيئة نظيفة كما نحلم بها.