وزير الأوقاف: الدين فن صناعة الحياة والبناء لا الموت والدمار
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن «الدين فن صناعة الحياة لا الموت، والبناء لا الهدم، وإن العمل على كل ما يحفظ النفس الإنسانية أحد أهم مقاصد الشرع الشريف»، مشيرًا إلى أن «القرآن الكريم مفعم بالآيات الدالة على أهمية الإحياء وعمارة الكون، فالإحياء من الحياة، ومادته أحيا، وله معان عديدة، بعضها حسي وبعضها معنوي، فمن الحسي: إحياء الموتى للبعث والحساب».
وأضاف وزير الأوقاف، في تصريحات اليوم، أن «المعاني المعنوية منها: إحياء القلوب بالإيمان والهداية إلى نور الحق، يقول سبحانه: "أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، فأحييناه أي: هديناه إلى الإيمان والخير والحق، ومنه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)».
وأوضح أنه «شتان بين صاحب القلب الحي وصاحب القلب الميت، هذا ناج وذاك هالك، يقول تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ الله يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُور)، وقال سبحانه: (لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ)».
ولفت إلى أنه «من معاني الإحياء في القرآن الكريم: الاستنقاذ من الهلكة والضياع، يقول تعالي: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)، فالإحياء هنا المقصود به الإنقاذ من الهلكة والعمل على إبقاء حياة النفس الإنسانية، سواء بدفع الهلاك عنها أم بتوفير ما تحتاج إليه من طعام وغذاء أو علاج ودواء، أو تعبيد للطرق وإقامة العمران، وفي الآية حث على أن يقوم الإنسان بالإحياء لا الإماتة، إحياء البشر والشجر والكون كله بالحفاظ على مقومات الحياة وإصلاح ما فسد أو أُفْسِدَ منها».
وتابع: «من معاني الإحياء في القرآن الكريم: الإعمار والإنبات وبعث الحياة في الأرض، حيث يقول الحق سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا)، ويقول عز وجل: (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ)، ويقول سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، ويقول عز وجل: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ)».
واختتم: «ديننا هو دين الإحياء وفن صناعة الحياة، لا صناعة الموت ولا الدمار ولا الهدم ولا التخريب».