الشيخ عبدالرؤوف اليماني: التصوف منبع السعادة الإنسانية وسلامة الأوطان
شارك الدكتور عبدالرؤوف اليماني الحسيني، شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية، وشيخ صوفية الصين، في ملتقى التصوف العالمي السابع عشر بالمغرب، بكلمة تحمل عنوان:الصوفية والتصوف هما روح الاسلام وطريق الحياة"
وقال فى كلمته: "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله واصحابه ، مؤكدا أن الصوفية والتصوف هما أصل من أصول منبع السعادة الإنسانية وسلامة الأوطان وانسجامها، فالصوفية تتبع منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم المعتدل والوسطي.
وأضاف أن الصوفية ليست مذهباً ولا حزبا إنما هي روح الإسلام وجوهره ، فالحقيقة أن الصوفية جاءت من ذات الله تعالى وظهرت من نور محمد رسول الله ، وحقيقة الإسلام هو معرفة الله تعالى على طريق الصوفية، فالصوفية هي طريقة النعمة التي حققها الله للانسان ليعود إلى الله الرحيم.
واستطرد: الإسلام دين يحب السلام ويريده، وروح الاسلام وجوهره هي الطرق الصوفية والتصوف هو الطريقة التى تحافظ على السلام الاجتماعي والاستقرار الوطني والابتعاد عن كل أشكال الإرهاب والتطرف، فالارهاب أداة يستخدمها أعداء الإسلام لتشويه صورته وتدميره ، وفي مواجهة الارهاب والافكار المتطرفة فان الإسلام والمسلمين هم بلا شك من أكبر الضحايا .
وقال إن دين الإسلام هو السبيل الصالح وجوهره الاخلاص والاحسان والاخلاق والوفاء والمحبة، والطريقة الإسلامية هي افضل طريقة للحياة بين البشر، كما أن الطرق الصوفية هى الممارس والمفسر المثالي للإسلام، فروح السلام هو التصوف وروح التصوف هو معرفة الله تعالى وتعبده تعبدا حقيقياً من القلب والروح والجسد ، وتتقرب الى الله تعالى بالاعمال الحسنة ونعمته ويكرم مخلوقاته اكراما بفضل الله وحبه لتطبيق القران الكريم : وما ارسلناك الا رحمة الله العالمين بحب الله تعالى وبحب رسوله الكريم ووراثة هذه الرسالة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الى خلفائه من مرشدي الصوفية.
وتابع: ارسل الله سبحانه تعالى رسوله الكريم رحمة للعالمين ، الجنس البشري كله من المسلمين وغير المسلمين ، فهو المرشد الذي ارسله الله للبشرية جمعاء ورسالته هي أيضا رسالة للبشرية، لذلك يجب على المسلمين في مختلف البلدان ان يولوا أهمية لاحترام التعايش بين القوميات والاديان والثقافات والحضارات المختلفة ، نولي أهمية للتبادلات بين الثقافات.
وقال: لا تتجلى الفضائل لسيدنا رسول الله فقط في التواصل بين الناس، ولكن أيضًا تتجلى في كيفية التعامل مع مخلوقات الله،انطلاقا من مبدأ محبة كل مخلوقات الله، فسيدنا رسول الله كان يعامل الحيوان الصغير برحمة ولطف ، ولا يضر مخلوق من مخلوقات الله.
إن جلب السعادة للبشرية والحفاظ على الوئام والسلام في العالم هو جزاء من التصوف، وينبغي ان نعرف كيف يحقق التصوف هذا الهدف ، وكيف نحقق الهدوء الاجتماعي من التصوف والتناغم بين جميع الناس ، والتعايش المتناغم بين البشر وجميع المخلوقات وذلك لخلق السعادة للبشرية وإحلال السلام في العالم .
واوضح أنه يجب على المؤمن التمسك بالحق، وممارسة العمل الجاد، واقناع الخير والامتناع عن الشر، ولن يظلم أحد، في نفس الوقت، يجب على اهل السلوك مخالفة الهوى ومجاهدة النفس وإزالة الحقد والحسد والكبر والغضب وغيرها من الصفات المذمومة حتى ترتاح الأرواح بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما هذه الأهداف فلا تحققها إلا بتحقيق إتباع مشايخ الطريقة وعلماء الحقيقة لتطبيق طريقة التصوف، كما قال سيدنا علي رضى الله عنه: لولا المربي ما عرفت ربي .
واختتم بأن الصوفية هي المنهج الوسطي الذي يعلم المسلمين حب السلام وطاعة السلطان وطاعة خليفة الله في الأرض واتباعهم، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : “سلاطين الأوطان هم ظلال الله في الارض، فقال : ”ظل الله في الارض فمن اكرمه اكرمه الله ومن اهانه اهانه الله ، انا سلطان الاوطان يجب ان يكون عادلا فلا يكون ظالما، كما نعلم جميعا : ان الله ينصر عادلا وان كان كافرا ولا ينصر ظالما وان كان مسلما.