في ذكراه.. من هو الأسقف القديس دانيال كمبوني؟
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى الأسقف القديس دانيال كمبوني.
ووفقا لدراسة أعدها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، ولد دانيال كمبونى في 15 مارس سنة 1831 في مدينة ليمون شمال إيطاليا كان والديه من الطبقة العاملة العادية وهما لويس كمبونى ودومينيك باتشة، رزقهما الله بثمانية أطفال رابعهم هو دانيال.
نال دانيال سر المعمودية في اليوم التالي لولادته وتعلم منذ صغره ثقافة إنسانية ودينية عميقة وتتلمذ في المدرسة الإكليريكية كتلميذ غير مقيم بسبب فقر أسرته و تخرج منها كاهنا.
اعتاد دانيال منذ صغره الذهاب يوميا إلى الكنيسة ليصلي، وكان شغوفا بالوعظ وكان أقرانه يرونه أحيانا ذلك الشاب الصغير النحيل واقفا على كرسي أو فوق احد الصخور وذراعاه مبسوطتان ويعظ بأعلى صوته وبكل حماس.
عندما بلغ من العمر 15 سنة كان ملما بتاريخ الشهداء اليابانيين وقد شجعه سلوك هؤلاء الشهداء المبشرين على تكريس حياته للتبشير في اليابان، ولكن الرب اختار له مكان أخر للتبشير بالإنجيل في إفريقيا عامة وبالسودان خاصة.
سنة 1849 أسس الأب فينكو من معهد انتشار الإيمان إرسالية في الخرطوم وفى نفس الوقت قرر كمبونى أن يكرس نفسه لخدمة التبشير في أفريقيا وهو في سن 26 أبحر مع كهنة آخرين متجهين إلى الإسكندرية ومنها إلى القاهرة وبعد زيارة الأراضى المقدسة توجهوا إلى الخرطوم، وأقاموا بإرسالية الصليب المقدس حيث اضطروا أن يحيوا حياة بسيطة وقاسية في منطقة غير صحية وغير مكتشفة.
في وسط كل الصعوبات والأحداث الأليمة بوفاة والداه، وفشل جميع المحاولات لإقامة إرسالية بأفريقيا واصل تفكيره بتكريس حياته للتبشير في أفريقيا وقال عبارته الشهيرة " إفريقيا أو الموت" إلى أن ألهمه الله بفكرة. " إنقاذ إفريقيا بواسطة إفريقيا".
"وأعد خطة لإعداد كهنة من الأفارقة أنفسهم وأسس كمبونى مع أسقف فيرونا" معهد من أجل إرساليات إفريقيا الوسطى. سنة 1872م أسسا كمبوني رهبانية نسائية باسم أمهات الرحمة للزنوج، وكان لفظ الزنوج يشير إلى إفريقيا في العصور الوسطى ويعرف اليوم باسم "راهبات كمبونى للتبشير"، وتحقق حلم كمبونى سنة 1879 بقبول إحدى الشابات السودانيات كأول راهبة طموحة في السودان".
في مايو 1872 اعتمد مجمع انتشار الإيمان معهد فيرونا وأصبح كمبونى مستحقا للقب "النائب الرسولي، سنة 1887 أقامه البابا بيوس التاسع "أسقفاً رسولياً لإفريقيا الوسطى. واستمرت خدمته فى السودان لمدة أربعة أعوام، اتسمت هذه الأعوام بعدة أحداث مأسوية من جفاف إلى مجاعة إلى أمطار غزيرة أدت إلى تدمير كل شئ تقريبا واضطر السكان ومعهم كمبونى إلى النوم في العراء وشاهد موت كل رفاقه وتدهورت صحته وازدادت معاناته الجسمية و المعنوية.
في 10 أكتوبر 1881 توفى كمبونى بعد أن طمأن أبنائه قائلا "لا تخافوا فانا أموت ولكن عملي لن يموت "ويحكى أنه في نفس هذه الليلية شوهد في مدينة ليمون مسقط رأسه صليبا كبيرا يسطع بالضوء، ويتألق في السماء باتجاه أفريقيا وشيعت جنازته رسميا في اليوم التالي لوفاته في الخرطوم.
عند إعلان وفاته هتف البابا ليون الثالث عشر صائحا "يا إفريقيا المسكينة يا لها من خسارة سببها موتك يا كمبونى. وأعلن قداسة دانيال كمبوني البابا يوحنا بولس الثاني يوم 5 أكتوبر عام 2003م. بعد عدة معجزات تمت بشفاعته، وعلى الرغم من اختيار كمبوني التبشير فى إفريقيا إلا أن روحانيته انتشرت فى كل العالم.