هل تسبب الخديوي عباس فى عدول طه حسين عن دراسة الفلسفة؟
بعد أن حصل الدكتور طه حسين (15 نوفمبر 1889 - 28 أكتوبر 1973م) على الدكتوراه عام 1914 عن رسالته عن أبى العلاء المعرى؛ طلب الخديو عباس حلمي الثاني (14 يوليو 1874 - 19 ديسمبر 1944) آخر خديوي لمصر والسودان، لقاء طه حسين فى قصره بالإسكندرية؛ وسرعان ما استعد أول دكتور أخرجته الجامعة المصرية للمثول بين يدى سمو الخديوي عباس برفقة شفيق باشا؛ وعندما وصل طه وشفيق الى القصر رحب الخديو به وسارع فى معاونته على الجلوس يهنئه ويسأله عن آماله وأحلامه؛ وهو ما ورد فى كتاب "د.طه حسين.. قاهر الظلام" للكاتب كمال الملاخ.
هل تسبب الخديوي عباس فى عدول طه حسين عن دراسة الفلسفة؟
طه حسين قال للخديوي: "أود السفر إلى باريس، لادرس الفلسفة والتاريخ"؛ وسرعان ما جاء رد الخديو طه حسين معنفاً إياه " فلسفة.. إيه فلسفة دى. دى حاجة مش تمام. حاجة تلخبط وتفسد العقول. لا مش فلسفة.. أوه انت بتفكرنى لما زرت باريس.. وقف طالب بين زملاءه الذين خلعوا قبعاتهم عن رؤوسهم وأمسكوا بها تحية لى.. إلا هذا الواحد. تعرف هو مين. افتكر اسمه..آه هو إسمه منصور فهمى..قال ليه..كان لابس طربوش..خلع الطربوش ومسكه فى ايده.. ده معقول يا إكسلانس يادكتور.. مش معقول..فلسفة إيه.. انا سمعت أنه كان بيدرس فلسفة.. تسافر فرنسا أيوه..لكن عشان تتعلم تاريخ.. ده علم عظيم".. ووقف الأمير محييا فى كياسة.. وأحس طه حسين بالحركة ولم يرد الحرج فوقف. وحياه الأمير بلطف زائد وكرر التهنئة وانصرف.. وقتها كان عمر طه حسين 25 عاما".
ابتعث طه حسين إلى فرنسا ليكمل الدراسة، عاد إلى مصر ليعمل أستاذًا للتاريخ ثم أستاذًا للغة العربية، عمل عميدًا لكلية الآداب، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية، ثم وزيرًا للمعارف.