رئيس الوزراء الأيرلندى يحذر من صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية

حذر رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، اليوم الجمعة، من وجود "صعوبات" في التوصل إلى اتفاق بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية، إلا أنه أكد أيضا توافر "رغبة صادقة" لدى جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق بهذا الصدد.

وقال مارتن إن هناك حاجة في الوقت الراهن إلى إفساح المجال أمام المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى تسوية، وفقا لوكالة الأنباء البريطانية "بي. إيه. 

ميديا".

وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الأيرلندي مع بدء المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن البروتوكول بعد ظهر أمس الخميس.

وأقر نائب رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار، في وقت سابق، بأن البروتوكول "صارم قليلا".

وقال فارادكار إن البروتوكول يعمل على الرغم من عدم تفعيله بالكامل، مما يظهر وجود مجال "لمزيد من المرونة من أجل إجراء بعض التغييرات".

وفي وقت سابق، توجه الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا باركر إلى أيرلندا الشمالية، بينما يواصل آلاف الأشخاص المرور بجوار نعش الملكة إليزابيث الثانية الموجود في العاصمة الاسكتلندية إدنبرة.

وحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية، فإن هذه هي الرحلة الأولى لتشارلز إلى أيرلندا الشمالية بصفته العاهل الجديد للمملكة المتحدة، على خطى والدته، التي كان يُنظر إليها على أنها رمز للاتحاد وكانت شخصية مهمة خلال عملية السلام في أيرلندا الشمالية.

 لمّ الشمل وإصلاح خلافات الماضى

وقال تشارلز إن والدته الملكة كانت تدرك دورها، وأنها شعرت بعمق بأهمية الدور الذي لعبته في الجمع بين أولئك الذين انفصلوا عن التاريخ، ومد يدها لإتاحة الشفاء من الأذى الذي طال أمده.

وأشار تشارلز الثالث إلى أنه  سيكرس نفسه لدور مماثل، قائلاً: "في بداية حياتها في الخدمة، تعهدت بتكريس نفسها لبلدها وشعبها والحفاظ على مبادئ الحكومة الدستورية، لقد أوفت بهذا الوعد بإيمان راسخ، والآن مع هذا المثال المشرق بالنسبة لي، وبعون الله، أقوم بواجباتي الجديدة عازمًا على السعي لتحقيق رفاهية جميع سكان أيرلندا الشمالية".

وأوضحت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن الزيارة التاريخية للملك تشارلز لأيرلندا الشمالية بدأت بوصول الملك إلى المقر الملكي قلعة هيلزبورو، حيث استقبل الجمهور ونظر إلى تكريم الأزهار، حيث سيلتقي مع وزير الدولة لشئون أيرلندا الشمالية، كريس هيتون هاريس، وقادة أكبر الأحزاب السياسية في أيرلندا الشمالية.

وتابعت أنه بعد حفل استقبال في القلعة، حضر الملك والملكة قداس الصلاة والتأمل في كاتدرائية القديسة آن في بلفاست، كما تم تعريفهما بقادة الدين والمجتمع من جميع أنحاء أيرلندا الشمالية. وكان من المتوقع أن يشارك أكثر من 800 شخص في الخدمة الدينية.

- توترات سياسية عالية

وأضافت أن زيارة تشارلز جاءت في لحظة مضطربة لأيرلندا الشمالية، حيث التوترات السياسية عالية وما زالت القضايا الرئيسية حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون حل، وفي محاولة من الملك الجديد للمّ الشمل والحفاظ على الاتحاد البريطاني، حيث صوتت غالبية أيرلندا الشمالية على البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016، بينما وقّع حزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلقت حواجز جمركية جديدة بين أيرلندا الشمالية والبر الرئيسي لبريطانيا.

وكانت الملكة إليزابيث الثانية هي العاهل للاتحاد البريطاني لمدة 70 عامًا من تاريخ أيرلندا الشمالية البالغ 101 عامًا، وشهدت 30 عامًا دامية من العنف المعروف باسم "الاضطرابات"، والتي حرضت النقابيين في المملكة المتحدة ضد القوميين الأيرلنديين، وكان التاج البريطاني رمزًا لكثير من تقسيم المقاطعة.

وأكدت الشبكة أن الملكة الراحلة وضعت جانبًا هذه الاختلافات علنًا، خلال زيارة عام 2012 إلى أيرلندا الشمالية ومصافحة مارتن ماكجينيس، أحد الجمهوريين الأكثر ارتباطًا بالعنف في الماضي.