بعد رحيل «شزام».. من يحكي تاريخ النضال للأجيال الجديدة؟
تمر اليوم الذكرى الـ 49 لحرب أكتوبر المجيدة، وفي مدن القناة والإسماعيلية خاصة، لا تمر ذكرى أكتوبر كأي مدن أخرى، ذلك لأن هذه المدن عانت ويلات الحرب والتهجير، وصمدت حتى انتصرت وفازت بحق العودة وإعادت البناء.
لكن شيئا ضمن الاحتفالات في المحافظة الباسلة كان ناقصا، ذلك لأنها افتقدت شيئا خاصا ومميزا في احتفالاتها، أنه الفدائي شزام، والذي تعرفه المدينة عن بكرة أبيها.
اعتاد شزام أو “الكوماندوز” كما يعرفه أبناء المدينة في صباح السادس من أكتوبر في كل عام، أن يخرج حاملا علم مصر وميكروفون صغير، مرتديا الذي العسكري مرصعا بالأنواط والنياشين والميداليات التي حصل عليها، ويمشي في شوارع محافظة الإسماعيلية يحكي تاريخ المدينة، ويتقدم صفوف العروض في ذلك اليوم.
اسمه محمد محمد محمود خليفة، ويشتهر باسم “شزام” نظرا لاشتراكه بالعمل الفدائي في الخمسينات لطرد المحتل الإنجليزي.
شارك في مسيرة النضال منذ العام ١٩٤٩ ضد القوات الإنجليزية، مرورا بحروب ٥٣ و٥٤ بغزة والعدوان الثلاثي في ٥٦ والنكسة في ٦٧، واختير لمشاركة القوات الخاصة المصرية في حرب الاستنزاف عام ١٩٦٩، وعبر القنال مع القوات المسلحة في أكتوبر ١٩٧٣.
يقول نجله عبدالله، وهو كاتب : “لا زلت احتفظ بالأنواط وبذته العسكرية، وبذة لطيار إسرائيلي كان قد أسره في حرب الاستنزاف”.
ويضيف: “نشرت كتابا بالتعاون مع دار المصري للنشر والتوزيع يخلد حكايات النضال في محافظة الإسماعيلية”، وضمنها حكاية والده شزام الكوماندوز، وذلك ليخلد القصة
وأشار إلى أن والده كان يحب أن يتجول ويهتف في شوارع المدينة، ويزور المدارس ضمن اللقائات التي ينسقها المستشار العسكري ليحكي قصة النضال وينقلها للأجيال الجديدة.
ويتمنى “عبدالله” نجل الفدائي تحويل الكتاب لمسلسل يحكي تضافر الجهود بين قوات الجيش والشعب والشرطة، ويؤرخ للثمن الغالي الذي دفعته مصر من دماء أبنائها من الشعب والجيش والشرطة، لتعلم الأجيال القادمة قيمة شوارعها، وكل حبة من رمالها.
وكان قد رحل شزام عن عالمنا في العام ٢٠١٥ بعد مسيرة حافلة حصل خلالها على ٦٥ نوط وميدالية تقديرا لجهوده.