بسبب تغيرات المناخ.. النساء والأطفال ضحايا الفيضانات في باكستان
تناول تقرير عبر منصة “مودرن دبلوماسي”، الثلاثاء، الفيضانات الباكستانية المدمرة، وآثار الكوارث الطبيعية على النساء والأطفال، مشيرة إلى أن الفيضانات والانهيارات الأرضية الناجمة عن هطول الأمطار الموسمية الغزيرة تواصل في تسبب حدوث دمار واسع النطاق في جميع أنحاء باكستان.
وسلط التقرير الضوء على خطاب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث بدأ خطابه بتحدي تغير المناخ الذي يجلب الفوضى إلى البلاد من خلال الفيضانات، مشيرًا إلى أن هذا يدل على قلق باكستان الشديد بشأن التغيير المناخي الحاد في العالم الذي يؤثر على باكستان.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي ثلث باكستان غارقة في المياه، وتأثيره على 33 مليون شخص، حيث تم تسجيل أكثر من 1500 حالة وفاة، فضلا عن تدمير البنية التحتية بحوالي 10 مليار دولار.
باكستان أكثر الدول تضررا من تغير المناخ
أشار التقرير إلى أن باكستان تعد ثامن أكثر الدول تضررا من تغيير المناخ، وفق لمؤشر مخاطر المناخ العالمي، مشيرًا إلى أن شهباز شريف سلط في خطابه خلال الفترة الماضية بشكل خاص على محنة النساء، وتأثير الفيضانات المدمرة في البلاد عليها فضلًا عن معدل وفيات الاطفال.
وفي حين أن حصة باكستان أقل من 1٪ في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، إلا أنها تقع أكثر في الطرف المتلقي للدمار الناجم عن تغير المناخ، وبعد عقد من الزمان، تقف باكستان في المكانة التي شهدتها في عام 2010، لكنها أكثر رعبًا.
المصاعب والمحن للنساء والأطفال
يشير التقرير إلى أن الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات لا تجلب معها الدمار فحسب، بل تجلب أيضًا أمراضًا أخرى خاصة الأمراض المنقولة بالمياه.
كما أنها تجلب المزيد من المصاعب للنساء والأطفال، حيث أن هناك فهم عام بأن الكوارث الطبيعية لا تحدث أي فرق في الجنس، ويؤثر على جميع أفراد المجتمع على قدم المساواة.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أساكا أوكاي، إنه كلما وقعت كارثة، يكون احتمال وفاة النساء والأطفال أكثر 14 مرة من الرجال.
كما تعاني النساء من تأثير أكبر للدمار الناجم عن الفيضان، مشيراً إلى أنه يعتبر أن النساء ضحية لأنه أثناء الفيضانات لا تتوقف الدورات الطبيعية التي تحدث في جسد الأنثى كالحمل، كما أنها تتعرض النساء للمضايقات انعدام الأمن والأمراض.
وبحسب الإحصاءات، فإن حوالي 650 ألف امرأة حامل و 73 ألفاً على وشك الولادة، في باكستان، حيث تلد معظم النساء أطفالهن في المنازل، ولكن بسبب الفيضانات دمرت منازلهم، فلم يُتركوا في ملاجئ آمنة.
وبسبب الفيضانات، يتم نقلهم إلى المخيمات حيث يعيش جميع أفراد الأسرة معًا وتناقص خصوصية الإناث.
وفقًا للتقديرات، تم تدمير حوالي 1000 مرفق صحي جزئيًا أو كليًا في السند، كما تم تدمير 198 مرفقًا صحيًا في بلوشستان، مما يقلل أيضًا من الوصول إلى الرعاية الصحية.
وأدى تدمير البنى التحتية مثل الطرق والجسور إلى زيادة صعوبة الوصول إلى العيادات والمستشفيات، ولا تحصل النساء على المرافق والرعاية الطبية المناسبة، مما يزيد من معدل الوفيات.
أطفال ونساء بلا مأوى
وخلال هذه الكارثة، أصبح الناس بلا مأوى، ونتيجة لذلك يتم نقلهم إلى المخيمات حيث يصعب على النساء الوصول إلى المراحيض ومياه الشرب النظيفة، وهو الامر الذي يزيد من معدل الاصابة بالامراض.
كما تعيش النساء في المخيمات، ويواجهن مشاكل أمنية، ويذهب أفراد أسرهم الذكور بحثًا عن الطعام بينما تكون النساء والأطفال بمفردهم في المخيمات.
كما تتحمل المرأة في باكستان مسؤولية أداء الأعمال المنزلية، بسبب الفيضانات، هناك مياه راكدة في كل مكان، ويتعين على النساء التحرك في تلك المياه لأداء مهامهن.
وتعد المياه الراكدة هي مكان تكاثر الأمراض التي تنقلها المياه مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفوئيد.
و في السند ، تبلغ نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية 41.6٪ (مسح التغذية الوطني لعام 2018)، كما أن النساء والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة لهذه الأمراض.
وقد أفادت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث عن وفاة 536 طفلاً و308 امرأة، حيث تواجه الأرامل والأيتام قضايا تتعلق بالغذاء والأمن.