في ذكرى رحيله.. أبرز المعلومات عن القديس جيروم صاحب ترجمة الفولجاتا
تحيي الكنائس المسيحية، اليوم، ذكرى القديس جيروم صاحب ترجمة الفولجاتا وكتاب مشاهير الرجال، وقال ماجد كامل، عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، أن القديس جيروم يعتبر واحدا من أهم آباء الكنيسة اللاتينية فهو يمثل مع القديسين أمبروسيوس وأوغسطينوس والبابا غريغوريوس الكبير، أئمة الفكر واللاهوت في الكنيسة اللاتينية وذلك في مرحلة ما قبل الانشقاق المسكوني في 451.
- درس علوم البلاغة
وتابع عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، أن تاريخ مولده غير معروف على وجه الدقة والأرجح فيما بين عامي 347 أو 348 ولقد ولد في إحدى المدن بالمجر (ستريدون) ولكنه انتقل للعيش في مدينة روما حوالي عام 360م حيث درس علوم البلاغة وخلال سنوات قليلة أصبح واحدا من أشهر أساتذة اللغة اللاتينية ومن أشد الناس اطلاعا على آدابها ثم دخل سلك الحياة المدنية حيث عمل موظفا في الدولة، وخلال تلك الفترة قرأ كتاب "حياة أنطونيوس" للقديس أثناسيوس الرسولي، فتأثر بها جدا حتى أنه استقال من وظيفته، وترهب في أحد الأديرة ثم توجه الى انطاكية، حيث أتقن اللغة اليونانية واللغة العبرية .
وتابع ماجد كامل، وخلال الفترة ما بين عامي 379 أو 380 توجه جيروم إلى القسطنطينية وهناك تعرف على القديس غريغوريوس النزينزي والقديس غرغوريوس النيصي، وهناك قام بهمة شاقة كان لها شأنها في تاريخ الأدب المسيحي كله، وهو أنه نقل إلي اللاتينية عظات وكتابات أوريجانوس ولقد مكث حوالي ثلاث سنوات في القسطنطينية ثم توجه بعدها إلى روما، حيث استدعاه البابا داماسيوس ليكون سكرتيره الخاص ومستشاره ثم طلب منه مهمة خطيرة جدا إلا وهي إعادة ترجمة الكتاب المقدس في ترجمة شعبية مبسطة ولقد تجمع مجموعة من النساء الفاضلات حول القديس جيروم يطلبن المعرفة والكمال.
- ترجمة الفولجاتا
وأوضح "كامل"، وفي خلال عام 385 توجه جيروم إلى الشرق ومكث ثلاثين يوما في الإسكندرية تقابل خلالها مع القديس ديديموس الضرير ثم أنتقل بعدها إلى مدينة بيت لحم، ليستقر فيها حوالي 34 سنة، وهناك انصرف كلية إلى حياة الرهبنة والتقشف وهناك تفرغ تمام لإنجاز مشروعه الكبير في ترجمة الفولجاتا التي كان قد بدأها مع البابا داماسوس .
وأشار إلى أنه بترجمة كتاب "في الروح القدس " للقديس ديديموس الضرير إلي اللغة اللاتينية وبعض المشاريع الأخرى، واستمر جيروم في الكتابة والوعظ والترجمة حتى تنيح بسلام في 30 سبتمبر 420 م تقريبا .
ولقد أثرى القديس جيروم المكتبة المسيحية والفلسفية بالعديد والعديد من الكتب والمراجع القيمة فلقد قال عنه جون لوريمر في كتاب "تاريخ الكنيسة: عصر الآباء من القرن الأول وحتى السادس "، " كان جيروم بحق أديب عصره وعالم علماء زمانه ؛ فبالإضافة إلي طوفان رسائله ترك لنا كتبا في التفسير والرسائل والتاريخ و الإرشاد وقواعد اللغة ".