تخريبات «نورد ستريم» تشعل أزمة الغاز والطاقة في العالم

تسريبات جديدة في خطوط أنابيب الغاز التي تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا أشعلت التخوفات من اشتداد أزمة الطاقة العالمية، واحتلت ترند محرك البحث “جوجل” حول أكثر الأحداث المؤثرة التي تتداول عالميًا حاليًا. 

جاءت التسريبات التي تعرض لها كل من خطي غاز"نورد ستريم 1" الذي يربط روسيا بألمانيا في بحر البلطيق، و خط غاز "نورد ستريم 2" وسط اتهامات أوكرانية لغريمتها موسكو بتخريب هذه الخطوط نظرًا للأزمة الدائرة بينهما، إلا أن الاتحاد الأوروبي أخذ موقف متأنيًا حيال تلك الواقعة، بينما قال الكرملين إنَّه لا يستبعد أن يكون التخريب سبباً وراء التسرب.

أما ألمانيا فقالت في هذا الصدد أنها تشتبه في أن ذلك عمل تخريبي جاء ذلك في وقت هددت روسيا أيضًا بقطع الغاز عن أوروبا عبر رابط رئيسي يمر بأوكرانيا، وهو الأمر الذي وصفته بأنه سيكون تصعيدًا حادًا في الصراع بين موسكو والغرب.

وقد نتج عن تلك التسريبات التي وصلت إلى ثلاث مرات متتالية أن قفزت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية خلال تعاملات الثلاثاء بحدة بعد أربع جلسات من الخسائر، إذ أضافت الأضرار التي تم الإبلاغ عنها في خط أنابيب «نورد ستريم 2» حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات الروسية المستقبلية، كما ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في هولندا تسليم أكتوبر بنسبة أكثر من 12 في المائة إلى 191.9 يورو لكل ميغاواط.

ورصد تسرب للغاز في موقعين من خط أنابيب «نورد ستريم 1» الذي يربط روسيا بألمانيا في بحر البلطيق، على ما أفادت السلطات الدنماركية والسويدية الثلاثاء غداة الإعلان عن تسرب غاز في خط «نورد ستريم 2».

وكانت قد بدأت القصة عندما أعلن عن حدوث انخفاض غير مفسر في الضغط في خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» الذي يمتد من روسيا إلى ألمانيا، حسبما أفاد متحدث باسم الخط، وقال المتحدث أولريش ليسيك أنه تم إبلاغ السلطات البحرية المسؤولة في ألمانيا والدنمارك والسويد وفنلندا وروسيا على الفور، وأضاف أن متوسط الضغط البالغ 105 بار انخفض إلى 7 بار على الجانب الألماني. وأضاف: “لا بد أن هناك ثقبا في مكان ما”، متابعًا أن إجراءات التحقق وأنه فقط لا أحد يعرف أين».

وأوضح وزير المناخ والطاقة الدنماركي دان يورغنسن لوكالة الصحافة الفرنسية في بيان بأن “السلطات تبلغت الآن بوجود نقطتين أخريين لتسرب الغاز في خط أنابيب نورد ستريم 1 غير الموضوع في الخدمة أيضا لكنه يحوي الغاز، وأضاف أنه “من المبكر الحديث عن أسباب هذه الحوادث”، لكنه أشار إلى “رفع مستوى التأهب في قطاع الكهرباء والغاز” في البلاد.

وخط أنابيب "نورد ستريم 2" قد بني واكتمل انشاؤه وقت الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي ضوء الحرب رفضت الحكومة الألمانية التصريح ببدء تشغيل الخط. وأوقفت روسيا مؤخرا تدفقات الغاز عبر خط الأنابيب الآخر إلى ألمانيا «نورد ستريم 1»، بحجة أن العقوبات الغربية المفروضة بسبب الغزو حالت دون صيانة الخط.

الأزمة ستصب في صالح الولايات المتحدة

قال توبي كوبسون، الرئيس العالمي للتجارة والاستشارات في شركة ترايدنت للغاز الطبيعي المسال: "سيتعين على أوروبا الحصول على الغاز في مكان آخر إلى أجل غير مسمى، وستتطلع بشدة لشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي. ستكون آسيا وأوروبا في مواجهة.. سنحتاج إلى رؤية رد فعل اليابان وكوريا الجنوبية".

كما قال أليكس تشاو، كبير مسؤولي الاستثمار في إنفينيتي أسيت مانجمنت، إن أوروبا ستحتاج إلى المزيد من الغاز الطبيعي المسال، وهذا من شأنه أن يعزز الأسعار الآسيوية. لكن قوة الدولار الأميركي تعني أن الغاز سيصبح أكثر تكلفة بالنسبة لمعظم المشترين، مما قد يؤدي إلى كبح الطلب في آسيا، على حد قوله.