عودة الأسئلة المقالية بامتحانات الثانوية العامة تثير الجدل.. ما القصة؟
حالة من الجدل أثيرت بعد الإعلان عن عودة الأسئلة المقالية من جديد، لاسيما أن أيامًا قليلة تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد، وتضع وزارة التربية اللمسات النهائية للمناهج في الوقت الحالي ما بين التعديلات والإضافات.
وبالرغم من أن الأسئلة المقالية كانت موجودة فيما سبق وتم إلغاؤها ثم الحديث عن عودتها مجددًا، إلا أنها أثارت الجدل بين أولياء الأمور والطلاب بين من يرى أن لها ضرورة في الوقت الحالي ومن يعارض عودتها من جديد.
عودة الأسئلة المقالية
وبالأمس أوضح الدكتور رضا حجازي، أن رئيس الجمهورية وافق على أن تشتمل الورقة الامتحانية على أسئلة اختيار من متعدد MCQ وعودة الأسئلة المقالية القصيرة Short Essay بنسبة لا تتعدى 15% وفق طبيعة كل مادة دراسية، مشيرًا إلى أنه سيتم تدريب 5000 معلم على النظام الجديد والممارسات التدريسية وكيفية إعداد مفردات اختبارية على هذا المستوى.
وشدد الوزير على أن تكون أعمال السنة للطلاب بدءًا من الصف السادس الابتدائي، وتقسم كالتالي (5% للسلوك، و5% مواظبة، و10% اختبار يعده موجه المادة ويكون على مستوى المدرسة، بحيث يحصل الطالب على الدرجة الأعلى من اختبارات الأشهر).
ولي أمر: "هناك ضرورة لعودة الأسئلة المقالية"
وترى هدى محمد، أحد أولياء أمور طلاب الثانوية العامة، أن أهم قرار صدر من وزارة التعليم الجديدة هو عودة الأسئلة المقالية مرة أخرى، مضيفة: "الطلاب لحد مرحلة الثانوي ميقدروش يكتبوا مقال علمي ودي كارثة في سوق العمل بعد تخرجهم".
وأوضحت أن الأسئلة المقالية لها دور هام في تنمية مهارات الطالب، مشيرة إلى أن أي منحة علمية يتقدم لها الطالب بعد التخرج سيطلب منه "إيلتيس"، والذي يضم مقالين لا بد أن يكتبهما الطالب بنفسه وفي حال عدم تعوده على الأسئلة المقالية لن يستطيع كتابته.
تتعجب هدى من عدم وجود أسئلة مقالية خلال الفترة الماضية، فتقول: "بعد 12 عامًا من الدراسة تجد الطالب لا يستطيع كتابة مقالة باللغة الإنجليزية أو العربية، وذلك الأمر يعد كارثة في التعليم، فلا بد من تدريب الطلاب على ذلك الأمر".
وترى ولي الأمر أن عودة الأسئلة المقالية لا يعني حشو المناهج أو زيادة الدروس سواء العربي أو الإنجليزي، مشيرة إلى أن الأسئلة المقالية بها إثراء لغوي شديد وتتضمن مهارات تتطلبها سوق العمل من الطلاب عقب التخرج.
تعد الأسئلة المقالية نوعًا من الأسئلة التي تكشف مهارات وقدرات الطالب، حيث تتيح له فرصة الإجابة عن السؤال على شكل مقالي بأسلوبه الخاص، وهنا تلعب مهارته وقدرته دورًا كبيرًا في إنشاء إجابة قوية، وخالية من الأخطاء الإملائية والنحوية.
ولي أمر: "لا بد من تدريب الطلاب عليها"
أما حسن محمد، أحد أولياء الأمور، يعارض فكرة عودة الأسئلة المقالية بشكل مفاجئ دون تدريب الطلاب عليها خلال السنوات الماضية، إذ يرى أنه لا بد من تدريب الطلاب على مدار أكثر من عام على الأسئلة المقالية بشكل غير رسمي قبل بدء عودتها.
ويقول: "مينفعش أكون داخل 3 ثانوي وأنا مش مدرب على السؤال المقالي نهائي في أولى وتانية ثانوي، لأن دا يعتبر تعجيز للطلاب وعدم تدريب المدرسين على وضعها والطلاب على إجابتها، العودة تحتاج إلى تدريب كل الأطراف".
ويوضح أن عودتها بهذا الشكل المفاجئ، سيكون مثل تجربة البابل شيت في أولها وكذلك استخدام الحاسب الآلي في المدارس، وهي أمور كانت مربكة لدى الطلاب بشكل كبير بسبب عدم تدريبهم عليها بطريقة كافية.
ويضيف: "أي قرار تأخذه وزارة التعليم لا بد من دراسته بشكل جيد وتدريب جميع الأطراف التي ستتعامل مع هذا القرار على تنفيذه، حتى لا يحدث أي ارتباك لهم وتكون لديهم خبرة في التعامل مع الآلية الجديدة".