وزير الأوقاف: قضية التعايش السلمى والتسامح الدينى لا تتناقض مع الثوابت
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن قضية التعايش السلمي والتسامح الديني لا تتناقض أبدا مع الحفاظ على الثوابت فلا تعني ذوبان دين في آخر ولا تعني اندماجا بين الأديان وإنما تعني تعايشا بين أصحاب الأديان.
وأوضح خلال كلمته بافتتاح الدورة العلمية الثانية لاتحاد الإذاعات الإسلامية، أن العلاقة بين الدين والوطن علاقة ترابط وتكامل وليست علاقة تضاد لأن بعض الجماعات المتطرفة حاولت أن تسوق فكرة إما أن تكون مع الدين أو مع الوطن، أو إما أن تختار الدنيا أو الآخرة، وكأن من يختار الدنيا سيذهب إلى الجحيم متجاهلين أن الله سبحانه يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة.
وأكد أنه إذن كان لا بد من الحفاظ على الوطن لأن الدين لا بد له من وطن مستقر يحمله ويحميه وهذا ما جعلنا نخرج هذا الكتاب "الكليات الست" وأنه لم يرد نص في القرآن يقصر الكليات على هذه الخمس، بل اجتهد العلماء السابقون وقالوا اجتهدوا لعصركم، وقد اخترنا الوطن ليكون الكلية السادسة لأن القدماء لم يكن لديهم هذه المشكلات من الجماعات المتطرفة.
وتابع: "فكان مثل الثابت الذي لا جدال عليه، وقد درسنا أنه إذا دخل عدو على بلد وجب على أهلها أن يهبوا للدفاع عنها ولو فنوا جميعا، ولم يقل أحد إذا خفت على دينك وكنتم قلة فانجوا بدينكم وانشروا الدين في مكان آخر، فإذا كان الوطن يُفتدى بالنفس والنفيس من أولى الكليات الست ألا يكون الوطن في عداد هذه الكليات".
وأوضح أن وزارة الأوقاف أعدت كتاب حماية دور العبادة وآثرنا دور العبادة لأن دائما الوطن لكل أبنائه وبكل أبنائه ومعنا مجموعة ممثلي الأقليات الإسلامي في مختلف دول العالم وبعضها أقليات، ويجب احترام قانون الدول التي نعيش فيها وعقد المواطنة الذي بين المواطن والدولة في الإقامة عهد بينك وبين الدولة فالدولة تحميك وأنت تحميها، وتحافظ عليك وعليك أن تحافظ عليها، إذا لم تقبل العقد فلك أن تذهب إلى دولة أخرى، وبدخول أي دولة من الدول زائرا أو سائحا فتأشيرة الدخول من الدولة عهد أمان منها أنها تحميك وتحمي مالك وعرضك وعهد أمان عليك أن تلتزم بقوانين الدولة سواء كانت إقامة كاملة أم إقامة مؤقتة مع احترام التنوع والاختلاف في الدولة وهذا ما تهدف إليه المؤتمرات، فقضية التعايش السلمي ترفع الحرج والمشقة عن المسلمين الذين يعيشون كأقليات في دولهم وعليهم أن يندمجوا في مجتمعاتهم لأنهم يعطون صورة عظيمة لقدرة الإسلام على التعايش، أما انغلاقهم فيؤتي صورة سلبية.
كما أوضح أن الأمر الآخر حماية دور العبادة، فيقينا كل العلماء يتكلمون عن حماية دور العبادة وحرية العقيدة، مبينا أن حرية العقيدة تعني حريته في إقامة شعائره ونحن كجاليات مسلمة فإقامة المساجد في دول ليست بأغلبية مسلمة، ونعد ذلك حقا لنا، فليس لك أن تمنع الآخرين من إقامة شعائرهم، أي منطق هذا؟؟ إن ضيقت عليهم هنا، ضيقوا على أشقائك هناك وإن وسعت لا ينبغي أن يدخل الناس في حرب عقائد وإنما في تعايش سلمي وتسامح ديني ويبقى أمر العقيدة فيما بينك وبين الله.. ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه لخدمة ديننا وخدمة وطننا وأن يؤلف بين قلوبنا.