طبعة جديدة من كتاب «طوق الحمامة في الإلف والألاف» لابن حزم الأندلسي
أصدرت الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الثالثة من كتاب كتاب "طوق الحمامة في الإلف والألاف" لابن حزم الأندلسي، الذي يعد من أهم الكتب العربية منذ ألف سنة وحتى الآن.
يتناول الكتاب بالبحث والدَّرس عاطفة الحب الإنسانية على قاعدة تعتمد على شيء من التحليل النفسي من خلال الملاحظة والتجربة، فيعالج ابن حزم في أسلوب قصصي هذه العاطفة من منظور إنساني تحليلي، وهو بمثابة وثيقة تاريخية بالغة الأهمية عن أحوال الأندلس.
"طوق الحمامة" من أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه، وترجم الكتاب إلى العديد من اللغات العالمية. ويحتوي على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين.
من أجواء الكتاب نقرأ:
تحمل كلمة "الحُب" ما تحمل من أسرار، وتجلب ما تجلب من أفراح وأتراح، فما أن يُصاب الإنسان بالحب، إلا وتتغير حاله، وتتبدل شئونه؛ فالحب يفعل ما يفعل في الإنسان لما له من أسرار وأعراض، والإمام "أبو محمد ابن حزم" في رائعته "طوق الحمامة" يغوص في بحار هذا السر الذي خُلِق مع الإنسان، فيُخرِج لنا أصوله، ويُعرفنا على أعراضه ونواحيه، وصفاته المحمودة والمذمومة، وكذلك الآفات التي تدخل على الحب وتلازمه، مُورِدًا بين ثنايا كتابه بعض القصص التي عاينها بنفسه عن الحب وأبطاله، ثم يختم رسالته الغنية هذه بأفضل ختام؛ وهو: قبح المعصية، وفضل التعفف؛ ليكون قد أحاط بالحب من كل جوانبه.
ابن حزم الأندلسي
يعد ابن حزم الأندلسي من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وهو إمام حافظ، فقيه ظاهري، ومجدد القول به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق، ومتكلم وأديب وشاعر ونسّابة وعالم برجال الحديث وناقد محلل بل وصفه البعض بالفيلسوف، كما عد من أوائل من قال بكروية الأرض، وكان وزير سياسي لبني أمية.
سلك طريق نبذ التقليد وتحرير الأتباع، قامت عليه جماعة من المالكية وشـُرد عن وطنه، وتوفي لاحقا في منزله في أرض أبويه منت ليشم المعروفة بمونتيخار حاليا، وهي عزبة قريبة من ولبة.