بمثابة إهانة.. حملة رفض وغضب بسبب تمثال شامبليون بجامعة السوربون
تجدد الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صورة تمثال يُظهر عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي فك رموز اللغة الهيروغليفية على حجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وهو يضع إحدى قدميه على رأس حجري يشبه أحد الفراعنة أمام جامعة السوربون في باريس.
الخبير السياحي خالد دوارة، علق على الصورة المتداولة التي اعتبرها إهانة لتاريخنا وحضارتنا، قائلًا: "جامعة السوربون عملت تمثال لشامبليون وهو واضع رجله على رأس أحد الملوك من القدماء المصريين ووضعوه فى مدخل الجامعة.. والتمثال يعنى أنه تفوق على أجدادنا الفراعنة وفك رموز وطلاسم اللغة التى كانت مكتوبة على حجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية على مصر".
وأضاف الخبير السياحي، عبر منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "هذا عمل غير مقبول بالمرة من جامعة كنت أظن أنها عريقة ومحترمة.. يعنى إحنا بنكرمهم ونطلق اسم شامبليون على شارع رئيسى فى وسط البلد ونعمل له تمثال وهما يهينونا ويدوسوا على تاريخنا وحضارتنا بالجزمة؟!".
واستكمل: "لو التمثال ده ماترفعش من جامعة السوربون يبقى لازم نرفع التمثال اللى فى مصر ونغير اسم الشارع كمان".
فيما دشن رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك هاشتاجًا باسم "#وقاحة_من_جامعة_السوربون_فى_فرنسا" معبرين من خلاله عن غضبهم من ذلك التمثال.
وقال المهندس عماد فهمي، أحد الرواد عبر صفحته الشخصية على فيس بوك في منشور بعنوان "جامعة السوربون العريقة الحقيرة": "نعم أقصدها تمامًا "الحقيرة"، فأى عراقة لجامعة يحسب تاريخها بعشرات السنين حينما تسخر وتحتقر الحضارة الأم فى التاريخ والتى يعد لها بعشرات الآلاف من السنين!"
فحينما تضع هذه الجامعة تمثالًا جديدًا فى أحد مداخلها لـ شامبليون يضع قدمه على رأس الملك المصرى إخناتون الذي نادى بالتوحيد، والتمثال يعطى انطباعًا بأن شامبليون تمكن من تحطيم رءوس الفراعنة والتفوق عليهم بعد فك طلاسم اللغة الهيروغليفية.
وهو ما أثار أزمة بين المصريين والحكومة الفرنسية، حيث اعتبره المصريون بمثابة تعدٍ على حضارة مصر الفرعونية وإهانة لكل مصرى بأوروبا.
وأضاف: "الإهانة الحقيقية هى لجامعة تدعى أنها عريقة ولكنها تدعو للتعصب وكراهية واحتقار الآخر.. الآخر الذين هم أسيادهم فى العلم والتاريخ. وطبعًا لا ألوم هنا العالم شامبليون فهو لا يمكن أن يقف هذا الموقف الحقير وهو عاشق وعالم وأستاذ للمصريات ودخل التاريخ بها وعن طريقها. وإنما اللوم كله للإدارة الصهيونية المنحطة هذه الجامعة".
تاريخ تمثال شامبليون الذي فك رموز حجر رشيد
يذكر أن الفنان الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي، نحت التمثال الرخامي الذي يصور شامبليون واقفًا بقدمه اليسرى على رأس فرعوني، في العام 1875.
وقد تم عرضه في حديقة "Parc Egyptian" التي أنشأها عالم المصريات الفرنسي أوغست مارييت، وشارك في المعرض العالمي لعام 1877 الذي كان يحتفي آنذاك بنهاية الحرب بين فرنسا وبروسيا (ألمانيا اليوم).
وكان من المفترض في الأصل نقل التمثال إلى مسقط رأس شامبليون، لكن التمثال لم يجد الدعم المادي الكافي لذلك ظل منصوبًا في باريس.
وفي عام 1878، تم وضع التمثال في موقعه الحالي بساحة كوليج دو فرانس، أو الكلية الفرنسية Collège de France في وسط باريس، وهي أحد أهم مراكز التعليم العالي بالعاصمة.