وزير إعلام جمال عبدالناصر.. محمد فائق يكشف تفاصيل مُذكراته لـ«الدستور»
كشف محمد محمد فائق وزير الإرشاد القومي (إعلام) فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، عن تفاصيل مذكراته الشخصية التى يكتبها منذ فترة ولم ينته منها بعد، مشيرًا إلى أنها تقدم نبذة عن حياته الشخصية ومن ثم وجوده فى جهاز المخابرات وعمله مديرًا لمكتب الرئيس جمال عبدالناصر، ثم عمله كمستشار الشئون الإفريقية والآسيوية، وتفاصيل رحلاته المهمة ما بين رحلته إلى آسيا ثم عمله وزيرًا للإرشاد ثم وزير الدولة للشئون الخارجية، ثم وزارة الإعلام مرة أخرى حتى اعتقاله فى عهد الرئيس محمد أنور السادات مع الفريق محمد فوزى.
وقال "فائق" فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن المذكرات تستعرض لحظة خروجه من السجن، وإنشاء المنظمة العربية لحقوق الإنسان ثم مرحلة العمل فى النشر وتأسيسه دار نشر "المستقبل العربي" والتي ضمت بين مجلس أمنائها العديد من رموز الثقافة والفن أمثال أحمد بهاء الدين وأمين هويدى وكامل الزهيرى، ثم المرحلة الأخيرة الخاصة برئاسة المجلس القومى لحقوق الإنسان.
وبسؤاله حول صدور مذكرات فى أكثر من جزء أكد أنه يستهدف صدور المذكرات فى جزء واحد فقط، مشيرًا إلى أنه لم يستقر على دار نشر بعينها تصدر عنها مذكراته.
محمد محمد فائق، من مواليد عام 1929، درس في كلية التجارة، ثم حصل على عدة دورات في بريطانيا عن الدفاع الجوي عام 1951.
كان مديرًا لمكتب الرئيس جمال عبدالناصر للشئون الإفريقية ثم مستشاره للشئون الإفريقية والآسيوية، وعين وزيرًا للدولة للشئون الخارجية عام 1970، وتولى رئاسة وزارة الإرشاد القومي (وزارة الإعلام) في الفترة من سبتمبر 1966، ثم نائب رئيس اللجنة المصرية للتضامن الإفريقي الآسيوي، كما أنه مدير ومالك لدار المستقبل العربي للنشر والتوزيع من 1981، تولى رئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، في 22 أغسطس 2013 وحتى الآن.
سياسي قومي بارز، وهب حياته للدفاع عن الحريات في ربوع وطنه العربي الكبير وخارجه، وحمل مشروع أمته للنهوض بحركة التحرر الوطني وأصبح رمزًا لهذه الحركة في إفريقيا.
عمل بالقرب من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتحمل مسئوليات سياسية ووزارية عديدة خلال حياة الرئيس عبدالناصر، وقدم خلال مسئولياته كمستشار للشئون الإفريقية ثم الإفريقية الآسيوية واحدة من أهم إسهاماته في مقاومة الاستعمار والعنصرية وتأكيد حق تقرير المصير، وعقد صداقات مع زعماء حركة التحرر الوطني في العالم وزعماء حركة عدم الانحياز مثل نيلسون مانديلا، وكوامي نكروما، والسيدة أنديرا غندي والسيدة باندرانيكا وفيدل كاسترو وأرنستو جيفارا، وقد تأثرت حواراته مع هؤلاء الزعماء في تشكيل رؤيته العميقة لحركة التحرر الوطني العالمية.
تابع مسئولياته الوزارية في عهد الرئيس أنور السادات، لكن استقال في مايو 1971، احتجاجًا على التوجهات السياسية للرئيس السادات في معالجة إزالة آثار العدوان، ودفع ضريبة موقفه عشر سنوات من حياته وراء القضبان بناء على اتهام زائف بالمشاركة في محاولة لقلب نظام الحكم.
اشتهر بمواقفه النضالية الصلبة، ففي أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ارتدى زي الصيادين وانغمس في صفوف المقاومة الشعبية للاحتلال البريطاني لبورسعيد، وفي عام 1976، رفض قرارًا من رئيس الجمهورية بالإفراج عنه من السجن مشروطًا باعتذار يقدمه لرئيس الجمهورية وعاد إلى محبسه خمسة أعوام أخرى حتى لا يعتذر عن جريمة لم يرتكبها مجسدًا معنى الكرامة الإنسانية، وقد تم اعتقاله مرة أخرى بعد أشهر قليلة من خروجه من السجن مع أكثر من 1500 من قادة العمل العام في مصر، ولم يفرج عنهم إلا بعد رحيل الرئيس السادات.
لم تأسره تجربة الحياة وراء القضبان في سجن المرارة، ففي السجن زرع شجرة، وكتب أهم كتاب له «عبدالناصر والثورة الإفريقية» على أوراق «البفرة» وحافظ على اتجاه بوصلته للمستقبل، ولم يكن صدفة أن تحمل دار النشر التي أسسها في أول سنوات الحرية اسم «دار المستقبل العربي» في عام 1981، وتابع من خلالها نضاله من أجل الدعوة للحرية والديمقراطية والتضامن العربي، ولم تكن صدفة أن يشارك في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في عام 1983 التي انتخب في هيئتها القيادية وحمل مسئولية أمانتها العامة في العام 1986.