ما تشعر به يمكنك علاجه - الجزء الثاني
إن الوقوع في الحب يعد تجربة لا تقاوم، فعندما تقع في الحب لأول مرة يبدو كل شئ سهلًا ويصعب عليك أن تتخيل أن هذا الشعور لن يدوم للأبد ولكن الحب وحده لا يكفي للحفاظ على ديمومة العلاقة فهناك ما هو أكثر من الحب ..ويجب أن يتلازم الحب والتوافق لكي تدوم العلاقة فإذا لم يشعر شخصان بالتوافق بينهما، فمصير علاقتهما الموت.
التوافق يعني أنك وشريكك لكما نفس الأحلام والأهداف، وأنكما تتفقان على أسلوب تحقيق هذه الأحلام والأهداف.
التوافق لا يعني أنك وشريك حياتك يجب أن تتطابقا، فالاختلافات تخلق تجاذبًا وإذا كان الطرفان في العلاقة متطابقين فسرعان ما سيخيم الملل على العلاقة، وفي نفس الوقت إذا كانت أوجه الاختلافات أكثر مما ينبغي فإنها تخلق جوًا من الصراعات والتوتر بدلًا من أن تخلق نوعًا من التحفيز والتوازن.
في السطور التالية يوضح لنا د. "جون جراي" – مؤلف كتاب "ما تشعر به يمكنك علاجه" - الأسباب التي تساعد على استمرار علاقة الحب بين طرفين والأسباب التي تساعد على إنهائها:
- كلما زادت جرعة الحقيقة في حياتك، زاد استشعارك للحب.
- العلاقات الصادقة تعد مصدرًا للحب وتقدير الذات
- إن الأشخاص الذين يثيرون غضبك أكثر من غيرهم، هم هؤلاء الذين تهتم لأمرهم أكثر من غيرهم ـ فعندما يقوم أحدهم بفعل يتعارض مع قدرتك على حبه سيكون لديك أربع مستويات للمشاعر هي الغضب ،الألم ،الحزن ،الحب، وتنبع المشكلة عندما تعرب عن الغضب والألم وتهمل التعبير عن الحقيقة الكاملة حول الحب القابع وراء تلك المشاعر
- الاكتئاب ليس حزناً شديدًا بل هو غضب مكبوت أعيد توجيهه تجاه لذاتك، والمكتئبون عادة ما يشعرون بالملل ولا يحبون الحياة لأنهم يستنفذون طاقتهم في كبت هذا الغضب والهياج والحيلولة دون ظهورهما، ولذا فإن كل حالات العنف الأسري منبعها الغضب المكبوت.
- موت المشاعر يحدث على أربع مراحل هي:
- المقاومة
- الإستياء
- الرفض
- الكبت
- المشاعر المكبوتة لا تموت بل تعود لتطاردك ومن الممكن أن تجعلك سريع الغضب ومتهورًا وميالًا إلى الإصابة بنوبات من التوتر النفسي
- عندما يعمد الناس إلى كبت مشاعرهم فقد يقودهم هذا إلى أحد الأشكال الإدمان كالسجائر والمخدرات، الإفراط في الطعام وربما الإفراط في العمل
- معظم الألم الجسدي يرجع في الأصل إلى مشاعر مكبوتة لذا يجب العناية بعلاج كل من الجسد والعقل والروح معًا
- عادة ما ترتبط الأعراض الجسدية بالمرض الانفعالي الذي تعاني منه:
- الصداع: ينشأ بسبب عدم رغبتك في التفكير في أمر ما
- الفيروسات وحالات البرد : تنشأ عندما تحاول التعامل مع المواقف أو المشاعر التي تنتابك بشئ من البرود
- ارتفاع ضغط الدم : غالبا ما ينشأ نتيجة لغضب متزايد
- أمراض الجهاز التنفسي : تتزايد عندما تشعر أن مكانًا معينًا أو أشخاصًا يصيبك التعامل معهم بالاختناق
- الإمساك : غالبًا ما يحدث عندما لا تستطيع التخلي عن الماضي
وقد كشفت الدراسات النفسية والطبية الحديثة أن بعض الشخصيات عرضة للإصابة بأمراض القلب والسرطانات أكثر من غيرهم ، ولوحظ أن مرضى السرطان معظمهم لم ينفسوا عن مشاعر قوية كانت تنتابهم من خلال البكاء أو نوبات الغضب وكانوا يفخرون دائمًا بأنهم قادرون على السيطرة على مشاعرهم
- المشاعر تبعث لنا برسائل ويجب أن نلتفت إليها فمثلًا :
- يظهر الغضب ليعلمك أن ما يحدث غير مرغوب فيه بالنسبة لك
- ينشأ الخوف والألم ليعلمك أنك فقدت شيئًا أو تفتقر إلى شئ توده أو تحتا ج إليه
- يظهر الخوف ليحذرك من إمكانية الفشل أو الفقدان أو الألم
- ينشأ الشعور بالذنب ليذكرك بأنك مسئول بشكل أو بآخر عن التسبب في شئ غير مرغوب فيه
- ما تكبته من مشاعر سلبية، سيعبر عنه أطفالك، كثيرًا من الآباء يعتقدون أنهم في حاجة إلى كبت مشاعرهم من أجل حماية أطفالهم ولكن أطفالك سيصابون بعدوى مشاعرك على كل حال سواء قررت التعبير عنها أم لا، وسيشعر أطفالك بالارتباك بسبب المشاعر المختلطة التي تأتيهم وقد يصل بهم الحال إلى الاعتقاد بأنهم السبب في تعاستك
- عندما تشعر بالاستياء بسبب مشاعر شريكك ، إعلم أنه ربما كان يعبر عما تكبته أنت من مشاعر
- الحب ليس كافيًا فإذا كان الطرفان لا يقصدان نفس الوجهة ولا ينموان معًا فسيتحطم حبهما
- الحب وحده لا يكفي ولكن الحب والتوافق والتفاهم هي المكونات الأساسية لإنجاح العلاقات، قد تشعر في بعض الأحيان أن شريكك لا يقدرك حق قدرك، فإذا كنت لا تحصل على الحب والتقدير اللذين تريدهما , فأعلم أنك مسئول عن المطالبة بهما. افترض أن شريكك يود أن يدعمك ولا يحتاج سوى بعض الإرشاد من جانبك.
- صرح لشريكة حياتك بسبب حبك لها لا بأنك تحبها فحسب، فالحب المشروط يعطي معنى وأهمية للحب ويشخصه
- كثير من الناس يخلطون بين الخضوع والحب، ومن الوسائل الأكيدة التي تقتل الحب في العلاقة هي تضحية المرء برغباته لكي يكسب حب الآخر.
- أن تحب الآخر لا يعني أن تدني من شأنك أمامه ، فإذا اهتممت بشريكك أكثر من نفسك، فسيأتي اليوم الذي تكتشف فيه أن شريكك صار لا يهتم سوى بنفسه.
- يجب أن يتساوى اهتمام الطرفين لكي يدوم الحب أولاً اهتمامك بنفسك ثم اهتمامك بشريك حياتك.
- الحب لا يعني أن تكون لطيفًا طوال الوقت، إن حبك للآخر لا يعني اتفاقك معه على طول الخط أو حتى شعورك تجاهه بشعور جيد طوال الوقت كما أنه لا يعني وجوب حبك لكل ما يقوم به الآخر أو مالا يقوم به من عمل.
- عندما تحب شخصًا ماستجد فيه دائمًا بعض الجوانب التي تروق لك، وإذا كنت تحب شخصًا ما حقًا ، فمن المحتم أن تجد فيه بعض الأشياء التي لا تعجبك أو الأشياء التي تكرهها بالفعل.
- الغفران لا يعني موافقتك على ما يأتيه الآخر من أفعال ولكنه يعني أن تمنح الآخر حبك الذي منحته إياه من قبل، عندما تعبر عن كافة مشاعرك السلبية ستصل تلقائيًا إلى إحساس بالغفران فالغفران يعني قبولًا عاطفيًا لما حدث ورغبتك في تكرار عدم حدوثه.
- من المهم قبل إنهاء علاقة ما ، تصفية المشاعر السلبية تجاه شريك واستشعار الحب والامتنان ثانية.
- إذا راودتك أفكار حول هجر شريك حياتك فاحرص على تحذيره مقدمًا، وأتاح له الفرصة لعلاج العلاقة بالتعاون معه. صرح لشريكك برغباتك، الجوانب التي تفتقر إليها ، وأعطه خلاصة الموقف.
- عندما تهجر شريكك دون أن تقوم بمداواة مشاعرك ، إعلام انك تصطحب هذه المشاعر معك في علاقتك التالية
- عندما تصرح بالحقيقة الكاملة حول مشاعرك يمكنك أن تقيم الصلة مرة أخرى بينك وبين حبك، وهذا لا يعني أنك يجب أن تبقى بل يعني أنك تشعر أنك لا زلت تود الرحيل دون أن يكون بينكما مشاعر بغضاء.
- من الممكن أن تحب شخصًا ما ، ومع ذلك ترفض مواصلة علاقتك به لأنك ببساطة تشعر في قرارة نفسك بأنه ليس الشخص المناسب لك. وربما تندهش عندما تكتشف أنه بمجرد أن تتعامل مع مشاعرك السلبية يحدوك الأمل ثانية. وتشعر برغبة جديدة في محاولة إنجاح العلاقة ثانية.
- إن معظم الأزواج الذين ينفصلون لازالوا يتمتعون بإمكانات هائلة لإقامة علاقة ناجحة لكن الحب بداخلهم مطمور تحت سنين من الغضب والألم المكبوت الذي يحتاج إلى المداواة.
- يجب أن نتعلم من أخطاء الماضي لكي نتفادى تكراراها، اجعل التزامك بتحري الحقيقة نقطة تحول في حياتك ، فكلما تحريت قول الحقيقة في حياتك تعلمت أن تثق بمشاعرك وتستمتع بها، وبالممارسة يمكنك أن تتعلم ركوب أمواج المشاعر دون أن تزل قدمك أو دون أن تحتاج لأن تكبت أيًا من مشاعرك.