خبير بيئى لـ«الدستور»: الجميع سيشارك فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ.. و«النظام الأخضر» فى خطر
من المقرر أن تستضيف مصر الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ عام 2022، خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022 والذي يقام في مدينة شرم الشيخ.
وسيعمل على تقدم المحادثات العالمية بشأن المناخ، وتعبئة العمل، وإتاحة فرصة هامة للنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا.
ويتيح مؤتمر المناخ الفعالية المتعلقة بتغير المناخ مساحة لتبادل المعرفة والمناقشات لتعزيز تنفيذ اتفاق باريس، ابتداءً من عرض العمل المناخي وانتهاء بالارتقاء بالطموحات إلى مستويات أفضل.
في هذا السياق، قالت إيلينا كوكافسكايا الباحثة الشمالية في فرع سيبيريا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وهي عالمة بيئية متخصصة في دراسات وأبحاث القطب الشمالي، إن المؤشرات البيئية الأخيرة تدل على أن الوضع في حالة شديدة الخطورة والعالم سيخسر غالبية مياهه العذبة وغاباته في وقت قريب.
وأضافت في تصريحاتها الخاصة لـ«الدستور»، عبر تطبيق فيسبوك، الأمر يتفاقم منذ عدة سنوات، وتم إعلان ذلك آلاف المرات وحتى الآن، ولأن هناك إجراءات حقيقية تتخذ من قبل الجميع على الرغم من أن المخاطر ستقع على البشر والمخلوقات كافة.
وأوضحت أنها سافرت في عام 2019 إلى روسيا في مهمة علمية مع عدد من علماء من دول مختلفة لمتابعة الأوضاع في القطب الجنوبي وعلى الرغم من أن انخفاض درجات الحرارة إلا أنهم لأول مرة في حياتهم شعروا بأنهم يتعرقون تحت ألبستهم الثقيلة وكان أمرا غريبا يدل على الوضع المناخي وتغير المناخ.
وأملت أن يقوم مؤتمر المناخ الذي سيعقد في مصر في مدينة شرم الشيخ بحضور العديد من المختصين والخبراء والعلماء والعديد من الدول- بوضع حلول حقيقية لحل هذه الأزمة الخطيرة التي تتم مناقشتها منذ سنوات بلا إجراءات حقيقية.
وأضافت: على الرغم من وضع العديد من الدول مبالغ مالية ضخمة للحد من التلوث البيئي إلا أن هذه الأمور لم تسهم بشكل فعال في الحد من ارتفاع درجات الحرارة والتقليل الجاد للانبعاثات الضارة.
وأكدت أن العلماء البيئيين يدرسون الأوضاع باهتمام بالغ وخاصة دراسة الغابات لأنها أكثر ما يظهر علامات الخطر الذي نواجهه، وتابعت في حديثها لـ«الدستور» أن النظام البيئي تشرب كمية كبيرة من الكربون بكميات كبيرة أكبر مما يقوم بنفسه وإطلاقه وهذه الكمية الهائلة من ثاني أكسيد الكربون تتسبب في اشتعال الغابات واحتراق الاشجار مع ارتفاع درجات الحرارة كما حدث مؤخرا في مساحات كبيرة في الجزائر على سبيل المثال.
وأكملت أنه بجانب الأشجار فكثير من النباتات لا تجد وقتاً للتحلل تماما قبل حلول فصل الشتاء ما يتسبب في عفونة النباتات والأشجار والتربة وتحتفظ بنسبة كبيرة بداخلها بثانى أكسيد الكربون ما يجعل مخزون الكربون على الأرض أكثر مما يوجد حاليًا في الغلاف الجوي - وضعف كل الانبعاثات التي يسببها الإنسان منذ عام 1870.
وشرحت أن النظام البيئي يواجه الآن ارتفاعًا خطيرًا في درجات الحرارة، ما يتسبب في انتشار الحرائق وتفشي الحشرات والأوبئة وذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه وتبخر المياه العذبة، وفساد المحاصيل وتدهور صحة المخلوقات الحية على رأسها الإنسان كما شهدنا وفاة العديد بسبب حالات التدهور البيئي على رأسها وفاة العشرات في الهند وانتشاء الفيروسات الغريبة في العالم.
وتابعت: للحفاظ على الحياة يجب الحفاظ على مستوى ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية، وعلى الجميع كل إنسان حي على الأرض أن يساهم في تقليل المخاطر البيئية والمساعدة على تقليل الانبعاثات الضارة وإخراج الكربون من الغلاف الجوي.
وأضافت أن احتراق الغابات والأشجار واقتلاع كثير منها بسبب شح المياه يؤثر في التوازن البيئي والنظام المناخي حيث إن للأشجار أهمية خيالية في النظام المناخي الحيوي لكن اليوم مع احتراق الغابات ترتفع درجة حرارة خطوط العرض في أقصى الشمال بمعدل ضعف سرعة بقية العالم، وبالتالي أصبحت الحرائق أكثر تواتراً وشدة.
وحسب الأبحاث العلمية، أشارت إلى أنه في الجزء الشمالي لأمريكا الشمالية كمثال تحولت الغابات من خضراء إلى الاحتراق بالكامل على مدار الستة عقود الماضية واحترق موسم حرائق ألاسكا هذا الصيف في أكثر من 12000 كيلومتر مربع من الأرض، أي ثلاثة أضعاف المتوسط السنوي، وتابعت أنه في روسيا تعرضت غابات بمساحة تصل إلى نحو 181 ألف كيلومتر مربع إلى الاحتراق بالكامل وهي منطقة بحجم مدينة كبيرة وأكدت أنه خلال الأعوام الأخيرة الماضية ارتفعت مؤشرات حرائق الغابات بشكل مخيف، حيث إن ارتفاع الحرارة لم يوقفه برودة سيبيريا التي احترق جزء كبير جدا من غاباتها.
وأكدت أن الخطر ليس فقط في الحرائق بل إن بعض تلك الحرائق لا يعود هناك أي أمل لعودة الحياة في تلك الغابات بسبب حالة الجفاف التي يسببها ارتفاع درجات الحرارة لم يعد هناك ندى يسهم في إحياء هذه المأساة، قائلة إن المناخ الأكثر دفئًا الذي يظنه البعض أمرا لطيفا ليس كذلك بل إنه يقطع دورات التجدد الطبيعية للغابات والنظام البيئي.
وأكملت لـ«الدستور»: إن المناخ يواجه عجزا في الرطوبة ونشاطا هائلا في الحرارة ما يتسبب في توقف وموت إعادة النمو.
وأكدت أنه إذا تجاوز الكوكب درجتين مئويتين من الاحتباس الحراري دون اتخاذ إجراءات جديدة فورية من قبل الجميع، فإننا نسير على الطريق نحو 3.2 درجة مئوية بحلول عام 2100 وسيؤدي هذا إلى أحداث خطيرة منها غرق مدن بأكملها واختفاء لكثير من النباتات والمحاصيل والمخلوقات الحية.
وختمت حديثها قائلة: إنه على الناس أن تعي أن الكرة الأرضية تضم الجميع وإذا لم نعمل سويا لحل هذه الأزمة سيموت كثير من المخلوقات والأشجار والنباتات وسنواجه أزمة مياه كبيرة وأزمة طاقة وأزمة أكسجين أزمة في نقص العديد من الموارد الغذائية بالإضافة إلى انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة ونفوق العديد من الأسماك والمخلوقات والحيوانات، وأيضا الكثير من البشر ممن لن تقوى أجسادهم على تحمل هذه الدرجات المرتفعة.