الصين وروسيا.. هل يصبح العالم «متعدد الأقطاب» قريبًا؟
يعيش العالم مرحلة جديدة من إعادة بناء العلاقات الدولية، والنظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وطرح الرئيسان الصيني، شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بلديهما كثقل في مواجهة العالم الغربي، خلال قمة إقليمية جمعت دولًا عدة تشهد علاقاتها توترًا مع الولايات المتحدة.
ويترأس بينغ وبوتين، قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند عاصمة أوزبكستان، وهي مجموعة تطرح نفسها كمنظمة منافسة للمؤسسات الغربية، وسط تأزم العلاقات بين موسكو وبكين من جهة والولايات المتحدة من جهة ثانية، بسبب أزمة أوكرانيا، والدعم الأمريكي لتايوان.
وخلال الجلسة الرئيسية للقمة، دعا شي القادة المجتمعين إلى العمل معًا لتعزيز نظام دولي يتحرك في اتجاه أكثر عدلًا وعقلانية.
عالم أكثر عدلًا
وقال الرئيس الصيني خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتقديم دعم قوي لبعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية لكل منهما.
والتقى شي، بوتين في مجمع المنتديات في سمرقند، لتبادل الرؤى بشأن العلاقات الصينية-الروسية والقضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.
ومنذ بداية العام، حافظت الصين وروسيا على تواصل استراتيجي فعال، بحسب شي.
وتابع قائلا: إن التعاون الثنائي في مختلف المجالات يتحرك إلى الأمام على نحو مطرد، بينما تجري أنشطة عام التبادلات الرياضية على نحو جيد ويتحقق زخم قوي في التعاون دون الوطني والتبادلات الشعبية.
وأوضح شي أن الدولتين حافظتا على التنسيق الوثيق على الساحة الدولية للتمسك بالأعراف الأساسية للعلاقات الدولية.
وفي مواجهة تغيرات العالم والعصر والتاريخ، ستعمل الصين مع روسيا على الوفاء بمسئولياتهما بصفتهما من الدول الرئيسية، كما ستلعبان دورًا رائدًا في ضخ الاستقرار في عالم يسوده التغيير والاضطراب.
مراكز نفوذ جديدة
من ناحيته، أكد بوتين خلال كلمة ألقاها في القمة الإقليمية، اليوم الجمعة، أن الدور المتعاظم لمراكز النفوذ الجديدة يتضح بشكل متزايد، مشددًا على أن التعاون بين بلدان منظمة شنغهاي، يستند خلافًا للدول الغربية، إلى مبادئ مجردة من أي أنانية.
ولمح بوتين إلى اتفاقية الحبوب التي سمحت بفك الحصار عن الموانئ الأوكرانية قبل نحو شهرين، من أجل تصدير الحبوب والمحاصيل الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود، برعاية أممية وتركية، معتبرًا أن الأولوية يجب أن تكون للدول الفقيرة والنامية، مؤكدًا استعداد بلاده لتقديم الأسمدة والحبوب الروسية لتلك الدول بلا مقابل.
وأشار إلى أن موسكو مستعدة للعمل من أجل حل الكثير من المشاكل في العالم أهمها الطاقة والغذاء.
نفوذ أكبر
وبحسب تقرير نشره موقع BBC عربية، تشكل العلاقة الوثيقة مع بكين ركنًا رئيسيًا من رؤيته لعالم جديد متعدد الأقطاب، وتتمتع دول مثل روسيا والصين بنفوذ أكبر مما يملكه الغرب في جميع أنحاء العالم.
ويشكل هذا الموقف ركنًا أساسيًا من سياسته ويتبنى ذلك منذ سنوات، لكن أهميته زادت لدى الكرملين الآن.
وقاطعت الدول الغربية بوتين وعزلته بعد غزوه لأوكرانيا، ولذا فهو يحرص على أن يتشاور مع أشخاص نافذين في العالم مثل شي جين بينغ، لكن هناك سببًا أبعد من هذا، يجعل لقاء الزعيم الصيني في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس الروسي.
ونظرًا لأن الحرب على أوكرانيا تسببت بموجة غير مسبوقة من العقوبات على روسيا، سيكون بوتين مهتمًا جدًا بالاستثمارات الصينية والتكنولوجيا والتبادل التجاري مع الصين. فبعد هجرة الشركات الغربية من بلاده، يحرص فلاديمير بوتين على استبدالها بشركات صينية- بحسب التقرير.