الولايات المتحدة تؤسس صندوقا في سويسرا لإدارة أصول أفغانستان المجمدة
أعلنت واشنطن، الأربعاء، أنها أنشأت صندوقا في سويسرا لإدارة أصول بقيمة 3,5 مليارات دولار للبنك المركزي الأفغاني مجمدة في الولايات المتحدة منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان.
وسيقوم الصندوق الأفغاني الجديد ومقره جنيف بمهام بنك مركزي، مثل سداد متأخرات الديون الأفغانية أو سداد واردات الكهرباء ويمكن تكليفه بمهام أخرى في المستقبل مثل طباعة أوراق نقدية كما قال عدد من كبار المسؤولين الأميركيين.
جاء القرار بعد فشل المفاوضات بين طالبان والإدارة الأمريكية للإفراج عن سبعة مليارات دولار مجمدة منذ 13 شهرًا في الولايات المتحدة.
وفي رسالة إلى البنك المركزي الأفغاني أعرب مساعد وزير الخزانة الأمريكي والي أدييمو عن أسفه لأن المؤسسة الأفغانية لم تثبت استقلاليتها عن طالبان ولم تحترم تعهدها بتمويل مكافحة الإرهاب قبل وصولها إلى السلطة ولم تعين مراقبا خارجيا موثوقا به.
وقال أديبمو "لا توجد حاليًا مؤسسة في أفغانستان يمكنها ضمان أن هذه الأموال ستستخدم فقط لصالح الشعب الأفغاني ولا حتى البنك المركزي الأفغاني".
وأضاف في الرسالة "الى ان يتم تحقيق هذه الشروط، فإن ارسال أصول الى البنك المركزي الأفغاني سيعرضها لخطر غير مقبول ويهدد فرصها في افادة الشعب الافغاني".
سيتم إنشاء الصندوق الأفغاني الجديد في جنيف بمجلس إدارة يتألف من أربعة أعضاء: اقتصاديان أفغانيان مستقلان عن طالبان تعينهما الولايات المتحدة، وممثل عن الحكومة الأمريكية وآخر عن الحكومة السويسرية.
سيمول الصندوق الذي سيكون له حساب لدى بنك التسويات الدولية- الذي يعتبر بمثابة البنك المركزي للبنوك المركزية - وصول البنوك الأفغانية إلى نظام الدفع الدولي SWIFT.
تؤكد الولايات المتحدة أن القسم الأكبر من الاحتياطي يجب الحفاظ عليه "وأن يدار بطريقة مسؤولة" الى ان يتغير الوضع، بحسب ما قال مسؤول كبير.
جمدت الولايات المتحدة سبعة مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني كانت مودعة في نيويورك عندما انهارت الحكومة في كابول فجأة في اغسطس 2021 عند انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
في فبراير عبر الرئيس جو بايدن عن رغبته في ان يخصص نصف مبلغ السبعة مليارات للتعويض لعائلات ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
وكانت حركة طالبان احتجت بشدة على تجميد الأصول لكنها فتحت مفاوضات مع واشنطن بعد الزلزال الذي أوقع أكثر من ألف قتيل في يونيو في شرق البلاد.
ثم في أغسطس قتلت الولايات المتحدة في غارة بطائرة بدون طيار في كابول زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي كان ملاحقا منذ سنوات من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن آنذاك أن طالبان لم تف بوعدها بقطع كل علاقاتها بالإرهاب.
وقالت المسؤولة الثانية في الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان إن الصندوق الجديد ليس مخصصا للمساعدات الإنسانية.
وأوضحت في بيان أن الولايات المتحدة ساهمت بمبلغ 814 مليون دولار كمساعدة إنسانية دولية منذ تغير السلطة في افغانستان ووزعت عبر الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية متجاوزة طالبان.
وأضافت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي أن الصندوق الأفغاني سيساعد في "تخفيف المعاناة واستقرار الوضع الاقتصادي للشعب الأفغاني مع مواصلة محاسبة طالبان".
استمرار معاناة المواطنين في أفغانستان بسبب الأموال المجمدة
بحسب دراسة أجراها البنك الدولي في نهاية السنة الماضية فان 70% من الأسر الأفغانية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية مقابل 35% قبل فترة وجيزة من عودة طالبان إلى السلطة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة لإجراء "مناقشات براغماتية" مع طالبان بما يشمل موضوع البنك المركزي.
إلى جانب الأموال التي جمدتها الولايات المتحدة، ما زال مليارا دولار من الأصول الأفغانية مجمدين في بريطانيا وألمانيا والإمارات.
وقال مسؤول أمريكي آخر إن هذه الدول يمكن أن تساهم في احتياطي الصندوق الأفغاني الجديد.