أسعار البلح والتمور فى الوادى الجديد بين قبول المزارعين ورفض التجار
سادت حالة من التوتر في السوق الواحاتي بمحافظة الوادي الجديد، بعد تحديد أسعار البلح والتمور هذا العام لتلقي قبول المزارعين ورفض التجار، بعد تسعير البلح الخام بـ 16 جنيهًا بداية من الأربعاء.
وقال محمد صالح، أحد أصحاب مزرعة تمور بالوادي الجديد، إن تحديد سعر البلح اليوم ليبدأ من 16 جنيهًا للكيلو سعر عادل إلى حد ما، حيث لا يجازي المصروفات التي تصرف على النخيل وقت خدمته لزيادة أجر العمال وزيادة سعر ساعة المعدات الزراعية، وبالتالي فإن السعر العادل للتمور يتراوح من 18 إلى 20 جنيهًا للكيلو الواحد، حتى يساهم في تغطية التكاليف التي تصرف على خدمة النخيل في ظل ارتفاع الأسعار.
وأضاف صالح، أن النخيل يحتاج إلى خدمة شاقة سنويا من عزيق وري وتسميد وتقليم وتلقيح وتدليه وتظميط وجمع، وكلها مكلفة للغاية في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بجميع أنحاء العالم، مؤكدًا أن محصول التمور هو المحصول الإستراتيجي الذي ينتظره الفلاح بالوادي الجديد من العام للعام لتغطية تكاليف الزراعة وسداد الأقساط المتراكمة عليه طوال العام.
وقال محمد إمام عبدالله، أحد مزارعي الوادي الجديد، إن المزارعين والفلاحين يهتمون بنخيل البلح والتمور كما تهتم الأم بجنينها تماماً، ففي بداية الزراعة نعتني بالفسيلة من حيث الري والتغذية والتسميد لحين إنباتها وتثبيتها في الأرض دون الجفاف حتى تبدأ الفسيلة في النمو والطرح في موعد لا يقل عن 4 سنوات متتالية.
وأشار إمام إلى أن الفلاح يخرج كل ما لديه من طاقة للعناية بأشجار النخيل، فمن المفترض أن يكلل تعبه آخر الموسم وقت الجمع بعدالة السعر التي تنسيه تعب وهموم وسهر طوال السنة، وخاصة بعد ارتفاع الأسعار في جميع المنتجات، وحان وقت ارتفاع أسعار البلح والتمور، فهي سلعة لا تقل أهمية عن أي سلعة أخرى.
وقال المهندس يوسف سيد، أحد تجار التنور بالوادي الجديد، إن أسعار البلح والتمور مبالغ فيها، حيث يعتمد تحديد السعر على العرض والطلب في الأسواق، وتحديد سعر كيلو البلح والتمور إلى 16 جنيها ينذر بعدم القبول على التمور وعزف التجار عن الشراء بكميات كبيرة حتى لا يتعرض للخسائر كما في الموسم الماضي.
وأضاف يوسف أن الإقبال على البلح والتمور لم يتم تحديدة حتى الآن، حيث يتم تحديده بعد حجز كميات كبيرة من المصدرين للخارج خاصة لدولة المغرب وإندونسيا واليابان وشرق آسيا وغيرها من الدول العربية والأجنبية.
وأكد يوسف أن ارتفاع أسعار البلح من المزارعين يقابلها ارتفاع شرائح الكهرباء، حيث إننا نضع البلح والتمور في ثلاجات حفظ خاصة بنا في المصانع، ما ينذر بالخسائر الفادحة التي سوف يتعرض لها التجار مثلما حدث في السنة الماضية، حيث تم شراء البلح حتى سعر 16.70 جنيه للكيلو الواحد وتم بيعها بسعر 17.50 بعد حفظها بالثلاجات ما يقرب من 6 أشهر متتالية، وهذا يعني أنه تسبب في خسائر كبيرة للتجار.
وقال محمد مهران، أحد تجار التمور بالوادي الجديد، إن السعر العادل لبيع التمور هو 14 جنيها للكيلو الواحد، لتلاقي استحسان الجميع من التجار الذين يعرضون للخسائر الفادحة طوال موسم جمع التمور، مؤكداً أنه لابد من التدخل السريع لتقليل سعر كيلو البلح من 16 جنيها إلى 14 جنيها ليكون سعرا مرضيا للتجار ويكثر الإقبال من المصدرين على بلح الواحات.
وأضاف مهران أنه لابد من التكاتف بين المزارعين والتجار لإعلاء المصلحة العليا وهي التوسع في زراعة النخيل وزيادة حصة التصنيع والتصدير خارج البلاد، لتدور عجلة الإنتاج من الطرفين وزيادة أعداد النخيل وزيادة الحصص المصنعة والتعبئة والتغليف للتمور الواحاتية في الوادي الجديد.