تقارير دولية: بيع مكثف لعوائد سندات الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي
كشفت تقارير دولية أن معظم عوائد سندات الخزانة الأمريكية شهدت موجات بيع مكثفة، كما وصل الدولار إلى أعلى مستوى له في حوالي 20 عامًا، بينما تراجعت الأسهم خلال معظم أيام الأسبوع بسبب المخاوف التي سيطرت على الأسواق حيال رفع أسعار الفائدة بوتيرة قوية، باستثناء يوم الجمعة مع صدور تقرير الوظائف، والذي جاءت بياناته متباينة.
وانخفضت أسعار النفط بشدة خلال الأسبوع مع تراجع الطلب العالمي على الطاقة، حيث واصلت البنوك المركزية إظهار التزامها الكامل بجهود احتواء التضخم المرتفع، مما زاد من مخاوف الركود.
وفيما يتعلق بتسعير السوق لسعر الفائدة، ظل المستثمرون منقسمين بشأن حجم الزيادة في الفائدة الذي سيقوم به الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماع شهر سبتمبر.
ولم يساعد صدور تقرير التوظيف بالولايات المتحدة في حل الجدل الدائر حول رفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لسعر الفائدة بواقع 50/75 نقطة أساس خلال الاجتماع القادم، حيث ذكر الكثيرون بأن التقرير الصادر جاءت بياناته غير مرتفعة ولا منخفضة بالشكل الذي يحسم الجدل. وفي أوروبا، جاء مؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء أعلى مما كان متوقعًا، حيث وصل إلى مستوى قياسي ليسجل 9.1%، ما أثار المخاوف بشأن آفاق التضخم.
وفي آسيا، أجلت العديد من المدن في الصين افتتاح المدارس بسبب عودة انتشار فيروس كورونا، مع فرض الحكومة عمليات إغلاق جديدة في مدينة تشنغدو الضخمة، استهدفت فرض إجراءات على 21 مليون نسمة لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
وخلال الأسبوع المقبل، تستعد البنوك المركزية لمواصلة معركتها ضد التضخم. ومن المتوقع على نطاق واسع تشديد السياسة النقدية بشكل غير مسبوق عن طريق رفع بنك كندا والبنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بواقع 75 نقطة أساس يومي الأربعاء والخميس.
تراجعت غالبية سندات الخزانة الأمريكية خلال هذا الأسبوع، حيث جاءت معظم الخسائر مدفوعة بزيادة توقعات الأسواق برفع لأسعار الفائدة، مع ارتفاع مستوى التوقعات على خلفية صدور غالبية البيانات الاقتصادية قوية. بالإضافة الى ذلك، جاءت الخسائر مدفوعة بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي تميل إلى تشديد السياسة النقدية، والذين أعادوا فيها التأكيد على التزامهم بمكافحة التضخم، علمًا بأن قائمة مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين أدلوا بتصريحات متشددة تضمنت: ميستر، وكاشكاري، وويليامز، وباركين، وبوستيك. وعلى الرغم من ذلك، تجدر الإشارة الى أن جلسة يوم الجمعة كانت هي الجلسة الوحيدة التي شهدت انخفاض عوائد سندات الخزانة بشكل كبير على مستوى جميع فترات الاستحقاق، وذلك بقيادة عوائد سندات الخزانة قصيرة الأجل، حيث تراجعت توقعات الأسواق برفع أسعار الفائدة بشكل حاد عقب صدور تقرير الوظائف بالولايات المتحدة، والذي جاءت بياناته متباينة.
ويسعر المتداولون بتسعير انتهاج البنك المركزي الأوروبي مسار تشديد السياسة النقدية بوتيرة أقوى، حيث أظهر مؤشر مبادلة أسعار الفائدة لليلة واحدة «Overnight Index Swap»، أن المتداولين يتوقعون رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر مع احتمالية بنسبة 62.8% مقارنة بـ 50.3% قبل أسبوع و15.8% قبل أسبوعين.