«الصعلكة والقراءة والمهن التي مارستها» اعترافات خيري شلبي عن حكايات رواياته
رصدت روايات الأديب خيري شلبي التفاصيل المهمة في عالم المهمشين، بجانب الأحداث التاريخية والأحداث السياسية.
في حواره لجريدة "الوفد" عام 2006، اعترف الروائي خيري شلبي أن الهدف الأساسي في رواياته هو تسجيل تفاصيل عالم ينقرض، وهو وظيفة الأدب الروائي على وجه التحديد، لافتًا إلى أنه يكتب بأسلوب به قدر كبير من التضحية بالذات في سبيل الذوبان في شخصية الموضوع.
وقال إن الرواية الوحيدة التي كتبها عن شخصه هي رواية "موال البيات والنوم"، لأنه عاش تجربتها بنفسه، فأصبح هو الرواي، وأضاف: "أزعم أن قدر الغنى الذي وفقني الله إليه في تلك الرواية كان وسيظل من أعلى ما يمكن أن يحققه كاتب في رواية، ولكن ما حدث أن رواتي وكالة عطية غطت عليها لما فيها من كلاسيكية محضة اعترف بأنني قصدتها".
وأكد أن المعين الذي يستقى منه حكاياته، هو عمله في الحياة "كقارئ"، الثاني أنه "صعلوك" إذ عمل في عدة مهن، منها، النجارة والحدادة وبائع سريح، وزراعي، المحاماة والخياطة، كل هذه المهن رسخت بداخله عوالم عديدة لتخلق منه في النهاية كاتبا.
وأضاف، خيري شلبي، أنه لا حب الأدب "المناسباتي" الذي ينفعل بسرعة مع الأحداث ويلا حقها، لأنه أشبه بعمل الصحافة، فالعمل الأدبي هو عملية فنية تشبه عملية الولادة التي يجب أن يسبقها حمل، واستشهد برواية "الحرب والسلام" التي كتبت بعد انتهاء الحرب بسنوات طويلة، مضيفًا:" رواية النعناع تعيش في وجداني منذ 45 عاما، وقد كنت مضن الأنفار الذين يعملون بالوسية التي ذكرت بالرواية، وقد كتبت منها أجزاء منذ ما يقرب من 20 عاما أو يزيد".
وأشار إلى أنه ليس لديه عمل سوى القراءة والكتابة، حيث يكتب مقالاته ثم يقرأ الجرائد والمجلات ويتابع الدوريات الثقافية على مستوى الوطن العربي ويستمع للموسيقى ويتابع التلفزيون، لذا يعطيه هذا النظام متسع من الوقت، قال: "أنا ألوم على الشبان الذين ينفقون من أعمارهم ساعات، ربما هي أجمل لحظات حياتهم على المقاهي وسط النميمة والمعارك الجانبية، فيصيبون بعضهم البعض بالتخلف وتتشابه قواميسهم وأفكارهم وبعضهم يتعرض للضياع الكامل ويتحول لمسخ".