مدير الرقابة وضع أكثر من 50 ملحوظة.. تفاصيل أزمة فيلم المزاج لـ علي عبد الخالق
نُشر تقرير في جريدة "الأخبار" 1991، حول فيلم "المزاج" للمخرج الراحل علي عبد الخالق، وتدخل الرقابة لحذف بعض المشاهد لأنها تتعارض من القيم الاجتماعية، رغم أنه لم يكن قد عُرض للجمهور أو للنقاد في عروض عامة أو خاصة.
وخرج المخرج علي عبد الخالق ليرد على هذه المزاعم، في مقال نٌشر بجريدة "الأخبار"، ويؤكد أن طاقم عمل الفيلم فوجئ بالأخبار الغريبة التي نشرت تحت عنوان "المزاج يتظلم من الرقابة"، وقال: "سبب المفاجأة أن الخبر المنشور مليء بالأخطاء المتعمدة، والمعلومات التي لا أساس لها من الصحة، ولا أعرف من هو مصدرها، وفيلم المزاج كما يعرف الجميع لم يعرض حتى الآن أي عرض خاص أو عام".
وأكد علي عبد الخالق، أن الفيلم لم يشاهده إلا خمسة من الرقباء وأجازوا عرضه بالإجماع، ولم يضعوا سوى ست ملاحظات فقط لا غير، لكن مدير الرقابة تدخل ليضع أكثر من خمسين ملحوظة وصفها بأنها قد تدمر بنيان الفيلم بأكمله، لذا لجأ إلى لجنة التظلمات، أضاف: "وأنصفت الفيلم وأيدت رأي الرقباء الخمسة، كما أكدت لجنة التظلمات أن الفيلم مطابق للسيناريو الذي كتبته ماجدة خير الله، وأن الإضافات التي قامت بها كانت من أجل التجويد والإبداع وهذا من حقها ومن حقي كمخرج للفيلم".
وأشار علي عبد الخالق إلى أن فيلم "المزاج" ليس به مشاهد تتعارض مع القيم الاجتماعية والدينية كما نُشر في "الأخبار"، ولفت إلى أن الخبر الذي نشر حاول التلميح إلى أن الفيلم يعطي انطباعا مشوها لسجن النساء، أضاف: "وهو أمر يدعو للسخرية والعجب أيضًا، فهل الفنان محظور عليه أن ينتقد المجرمين، والقتلة وتجار المخدرات".
وأوضح علي عبد الخالق أن الفيلم يقدم صورة واقعية لعالم ما وراء القضبان، واعتبره بأنه أول فيلم مصري يفتح ملفات السجون، لذا كان يعتقد أن الصحافة الفنية والنقاد والرقابة سوف يشجعون هذا الفيلم باعتباره "جريئا"، ولم يتصور أن يقوم البعض بتشويه الفيلم والتشهير به قبل أن يشاهده الجمهور.