الاعتراف الرهيب.. قصة تكشف عن تنفيذ أشهر الروايات البوليسية لجرائم حقيقية
كيف يتحول مؤلف روائي شهير وذائع الصيت في عالم الأدب والرواية، إلي قاتل، ولماذا وكيف حدث هذا التحول، وهل يتمكن ذكاء مؤلف الروايات البوليسية، في وضع حبكتها، وعدم ترك أي أثر وراءه دور في تنفيذه لسلسلة من الجرائم الغامضة التي تتطابق مع قصصه ورواياته البوليسية التي يقبل القراء عليها؟
هذه الأسئلة وغيرها يطرحها “الاعتراف الرهيب”، عنوان المسلسل الإذاعي، الذي قدمته الإذاعة المصرية في ستينيات القرن المنصرم، من تأليف دكتور بهاء أبو شقة، والذي تخصص في تقديم العديد من المسلسلات والسهرات الإذاعية البوليسية، والتي تدو٧ر في أجواء من الجرائم الغامضة.
قام ببطولة مسلسل الاعتراف الرهيب الفنان يوسف شعبان في دور “عماد عبد الله”، وهو كاتب روايات بوليسية شهير، يقبل عليه القراء ويطاردونه كما يطاردون نجوم السينما والكرة. يحيا حياة سعيدة هانئة، بل ويعيش في جنة صنعتها له خطيبته وابنة خاله “سوزان” وقامت بالدور الفنانة ناهد جبر. يخططان لزواجهما ويستعدان للزفاف. إلا أنه وبدون مقدمات تنقلب هذه السعادة إلي جحيم، من أول استدعاء عماد إلي قسم الشرطة المرة تلو الأخري، وصولا إلي هروبه وعمله كـ “خادم” لدي عائلة وهو يخفي شخصيته.
ــ قاتل يقتفي أثر روايات عماد وينفذها
في أجواء من الإثارة والغموض، تتوالي أحداث مسلسل “الاعتراف الرهيب”، حيث نري خال عماد، اللواء “رشدي”، وقام بالدور الفنان أنور إسماعيل، يحذر ابنته من ابن شقيقته عماد، ويخبرها بأن تبتعد عنه، لا لشئ سوي أنه قد صار محل شكوك من قبل أجهزة الشرطة، بتهم ضلوعه في ارتكاب جرائم سرقات وقتل.
وعن أسباب شكوك الشرطة في كاتب الروايات البوليسية عماد، يخبر رشدي ابنته سوزان، أن جميع الجرائم التي يتهم فيها عماد، هي طبق الأصل من رواياته المنشورة، بكل تفاصيلها، وتوقيتاتها وأشخاصها وأماكنها.
وعندما تقبض الشرطة علي عماد وتضعه قيد الحجز، يحاول الفرار، وبالفعل ينجح في محاولته، ليثبت برائته من التهم المنسوبة إليه. فيلجأ أولا إلي صديقه الذي ساعده في العمل بإحدى النشر بجانب توسطه له للعمل في جريدة مرموقة، إلا أن الأخير يتخلي عنه ويخبره أنه صار في مركز مرموق ويخشي أن يقبض البوليس علي عماد وهو في بيته، ومن ثم توجه إليه هو الآخر تهمة إيواء مجرم هارب من العدالة، فيتركه عماد غير آسف عليه، بل محملا بالمرارة من خيانة صديقه المقرب وتخليه عنه.
بعدما يتخفي عماد في ملابس “خادم” يلتحق بالعمل لدي إحدي الأسر، ،يبدأ في ممارسة عمله كـ “خادم”، إلا أنه يواجه الصعاب في عمله الجديد هذا، فمن أول سيدة البيت وهي زوجة لرجل كبير في السن، تحاول أن تراود عماد عن نفسه، إلا أنه يتجاهلها ويصدها.
في الوقت نفسه يتقرب عماد من ابنة صاحب المنزل الذي يعمل فيه، والتي تكتشف شخصيته الحقيقية وأنه كاتب الروايات البوليسية المعروف، خاصة وأنها تحفظ رواياته عن ظهر قلب، كما أن اهتمامه بالمكتبة الكبيرة لدي هذه الأسرة لفت نظرها، فكيف لخادم أن يعرف سارتر وشكسبير. وعندما تواجهه بالحقيقة يعترف لها بأنه كاتب الروايات البوليسية المطارد من الشرطة بتهم قتل وجرائم لم يرتكبها، فتحثه وتقنعه بدورها أن يسلم نفسه طالما هو برئ ولم يرتكب أي جريمة.
وبالفعل يسلم عماد نفسه للشرطة، وسرعان ما نجده أمام المحكمة وقضاتها، ليصدر عليه حكم بالإعدام لارتكابه عدة جرائم قتل. وهنا تظهر في ساحة المحكمة المفاجأة المدوية، عندما يظهر شقيقه التوأم في المحكمة ليعترف بأنه هو من أرتكب كل هذه الجرائم التي ألصقت بشقيقه عماد، والتي حرص علي أن ينفذها كما جاءت في القصص البوليسية التي يؤلفها أخيه. وتتقدم الأم لمنصة المحكمة لتقول بأنه بالفعل شقيقه التوأم والذي كانت قد فقدته وهو صغير، وقد بحثوا عنه طويلا لكنهم لم يتوصلوا إلي طريق إليه. ويلتقي الشقيقان ليتعهد عماد لتوأمه بالوقوف بجانبه وتوكيل من يدافع عنه للأخذ في الاعتبار الظروف المحيطة بتوأمه والتي أوصلته لهذه النهاية.