لـ250 إمام وخطيب.. «أوقاف الإسكندرية» تُطلق فعاليات دورة بناء الخطبة العصرية
انطلقت اليوم الأربعاء، فعاليات الدورات التدريبية في بناء الخطبة العصرية وفن الإلقاء لتأهيل 250 إمامًا بمعسكر أبو بكر الصديق التثقيفي، وتستمر الدورة ليومين، حيث من المقرر أن تختتم فعالياتها غدًا الخميس الموافق الأول من سبتمبر.
حاضر في فعاليات الدورة اليوم، الدكتور أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، وبحضور الشيخ سلامة عبدالرازق مدير مديرية أوقاف الإسكندرية، والدكتور عمرو مصطفى مدير عام البعثات والوافدين بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور جلال محمد محمود غانم مدير الإدارة العامة لشئون المراكز الإسلامية بالخارج بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ وسام كاسب مدير عام المتابعة ومسئول الدعوة الإلكترونية بأوقاف الإسكندرية.
وأكد الشيخ سلامة عبد الرازق مدير أوقاف الإسكندرية، أن على الإمام أن يبذل المزيد من الجهد في الارتقاء بنفسه ومجتمعه، ومواكبة التطورات العصرية والمستجدات، والقدرة على بناء خطبة محكمة النسج، وأن يكون دائم التطوير لأساليب أدائه، ولا يركن إلى مجرد جمل وعبارات محفوظة، دون أن يدقق فى معنى كل جملة وكلمة، ومدى اتساقها مع الموضوع ومناسبتها للزمان والمكان والمجتمع الذى يخاطبه.
ومن جانبه، أكد الدكتور عمرو مصطفى مدير عام البعثات والوافدين بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الداعية إلى الله (تبارك وتعالى) يحب الخير للناس كافة، ويلتزم الإخلاص والصدق ليفتح الله له القلوب قبل العقول، فقد اتخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) من الصدق في الأقوال والأمانة في المعاملة خطًّا ثابتًا ومبدأ عامًّا وأسلوب حياة لا يحيد عنه (صلى الله عليه وسلم) قيد أنملة، موضحًا أن الصدق والإخلاص يثمران ثمرتهما، مشيدًا بمستوى الأئمة الذي يدعو للفخر، مؤكدًا أن الأئمة في هذه الفترة قدموا أحسن صورة للإمام العصري المنضبط الملتزم الذي يراعي فقه الواقع ومستجداته.
وخلال محاضرته، أكد الدكتور أحمد ربيع، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، أن هذا الحراك العلمي بوزارة الأوقاف في إقامة الدورات التدريبية والمحاضرات التثقيفية أحدث نجاحًا ملحوظًا في عمل الأئمة والخطباء على أرض الواقع، حيث بدأ البعض يتفوق على نفسه.
وأوضح “ربيع” أن الخطابة فن استمالة الجمهور وهي رسالة توجيه وتربية وإصلاح، مما يستوجب على الخطيب تطوير نفسه ومهاراته بصفة مستمرة، والحرص على إتقان المقدمة من ناحية الوقت والعرض بحيث تتناسب مع وقت الخطبة، مع الحرص دائمًا على جذب انتباه المستمع، وضرورة تجاوز المقدمات القديمة المحفوظة والخواتيم المحفوظة ليتم التجديد بصورة تنعكس بشكل أفضل على المجتمع، مؤكدًا أن خطبة الجمعة لا بد أن تعد وفق معايير علمية وهو ما تحرص عليه وزارة الأوقاف في إعداد خطبة الجمعة، وأن الخطابة لغة الخاصة والعامة معًا.
وعدد عميد كلية الدعوة الإسلامية، أهم مقومات نجاح الخطبة، والتي تضم حسن اختيار الموضوع، ومواكبته لظروف عصره، وتفاعله مع أحداثه وقضاياه، لا قضايا غيره، ولا قضايا بيئة غير بيئته، وكلما مسَّت الخطبة حياة الناس كانت ألصق بهم وأكثر تأثيرًا فيهم، ومن أهمها ولا سيما في عصرنا الحاضر عدم الإطالة التي تصل بالمستمع إلى الإملال ولو في أدنى درجاته، مع ضرورة أن يكون الخطيب قدوة بين مستمعيه ومحيطه المجتمعي، فقد قالوا: “حال رجل في ألف خير من كلام ألف لرجل، وقديمًا قال سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه): أنتم إلى خطيب فعال أحوج منكم إلى خطيب قوال”.