"عودة حذرة".. 7 أسباب ساعدت على التقارب بين تركيا وإسرائيل
أعلنت إسرائيل وتركيا مؤخراً استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بصورة كاملة وعودة السفراء إلى البلدين بعد أعوام طويلة من التوتر، على أن تتم عودة السفراء في نهاية سبتمبر القادم حسب صحيفة هآرتس.
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد في بيان: "إن إعادة العلاقات مع تركيا يُعدّ مكسباً مهماً للاستقرار الإقليمي، فضلاً عن كونه نبأً اقتصادياً مهماً جداً لسكان إسرائيل". فيما أكد وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو النبأ، لكنه في الوقت عينه أشار إلى أن تركيا لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل. كما أعادت إسرائيل، فتح مكتبها الاقتصادي في تركيا بعد إغلاقه 3 سنوات.
شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا تحولاً خلال الشهور الأخيرة، بعد قيام رئيس الدولة الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بزيارة إلى تركيا في مارس الماضي، في أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى تركيا منذ عام 2007. كما قام وزير الخارجية التركي بزيارة إلى القدس في نهاية مايو الماضي في إطار تحسين العلاقات الدبلوماسية.
كانت العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب قد انهارت في عام 2010 عقب حادثة سفينة مرمرة، وحاول الجانبان إعادة العلاقات بينهما في عام 2013، لكن هذا لم ينجح بسبب العملية الإسرائيلية على غزة عام 2014، وفي عام 2015، حاول الطرفان مرة أخرى تحسين العلاقات، وعينت تل أبيب سفيراً لها في أنقرة، لكن ترددت أنقرة التي ربطت عودة السفير بوجود تغييرات إسرائيلية ملموسة في التعامل مع الفلسطينيين، وفي عام 2018، قامت إسرائيل بقمع الاحتجاجات الفلسطينية في غزة بعد افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، فطردت أنقرة السفير الإسرائيلي احتجاجًا في عام 2018 كما طردت تل أبيب القنصل التركي، وتدهورت العلاقات بشكل كبير.
عوامل ساعدت على التقارب
عدة عوامل ساعدت على التقارب بين إسرائيل وتركيا وعززت استئناف العلاقات وتسريع التطبيع بين الجانبين، يمكن رصدها على النحو التالي:
السبب الأول: التغييرات في الشرق الأوسط وتحديداً في السياسة الأمريكية، انعكست بشكل كبير على العلاقات بين إسرائيل وتركيا، فبعد وصول بايدن إلى السلطة أصبحت تركيا تسعى بقوة أكبر في إقامة علاقات مع إسرائيل أكثر مما كان عليه خلال عهد ترامب.
السبب الثاني: الحديث عن الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، وتراجع اهتمامها به مما دفع دول المنطقة للتصالح فيما بينها، مما عزز التهدئة بين تركيا وإسرائيل، فقد أدى التقليص الوجود الأمريكي في هذه المنطقة إلى نوع من التقارب النسبي بين دول مختلفة في الشرق الأوسط لتأمين مصالحها السياسية.
السبب الثالث: سعي الولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران مما دفع دول المنطقة للتقارب من إسرائيل لمواجهة إيران، وما ترتب عليه من رغبة تركيا في دخول المنظومة مع الدول العربية وإسرائيل حتى لاتشعر بالعزلة.
السبب الرابع: إنتهاء عصر نتنياهو والذي وُصفت حقبته بأنها الأشد عداء للرئيس التركي أردوغان وتشكيل حكومة وحدة وطنية (بينيت ولابيد) وفر فرصة للرئيس التركي للتقارب من إسرائيل.
السبب الخامس: التقاء المصالح بين تركيا واسرائيل في الحرب في ناغورنو كاراباخ، التي ساعدت فيها الدولتان أذربيجان في حربها ضد ارمينيا في نهاية 2020، ساعد على التقارب.
السبب السادس: حوادث أمنية متتالية ساعدت على التقارب، أولها إطلاق سراح زوجين إسرائيليين محتجزين في اسطنبول منذ نهاية العام الماضي، وما تلاها من تعاون وثيق بين الاستخبارات الاسرائيلية في قضية محاولات تنفيذ عمليات إيرانية ضد إسرائيليين خلال الصيف الجاري.
السبب السابع: تسريع عملية التطبيع في فترة تستعد فيها إسرائيل للانتخابات، فإنه كما يبدو أن كلا من إسرائيل وتركيا يريدان ترميم العلاقات قبل قبل العودة المحتملة لبنيامين نتنياهو إلى الحكم الذي ترجح استطلاعات الرأي العام بأنه الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة، خشية من أن تعرقل عودة نتنياهو جهود التطبيع مع تركيا، حيث شهدت فترة رئاسة نتنياهو للحكومة الكثير من الاتهامات المتبادلة بين نتنياهو وأردوغان وصلت حد التجريح.