تحديات تواجه التوسع في أنشطة الاستثمار الأخضر.. ضعف البيانات الأبرز
قال صندوق النقد العربي، إنه في الوقت الذي يواصل فيه العالم السعي لإيجاد وسائل للتعجيل بالتحول إلى اقتصاد يتسم بمستوى منخفض من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لتجنب التداعيات السلبية لتغير المناخ على الاستقرار الاقتصادي والمالي، فلا يزال هناك فرصة واعدة في القطاع المالي.
فبالرغم من أن حجم الأصول الذي تديره صناديق الإستثمار المعنية بقضايا المناخ لا يزال محدودًا نسبيًا، فقد ازدادت التدفقات الوافدة، وهناك فرصة واعدة لخفض تكلفة التمويل التي تتحملها الشركات المراعية للمناخ وزيادة قدرة هذه الصدديق على أنشطة الإشراف على العمل المناخي.
يتطلب التحول إلى اقتصاد يتسم بمستوى منخفض من الانبعاثات الكربونية إلى اقتصاد "أخضر" بذل مزيد من الجهود على كافة الأصعدة لتعبئة التمويل الخاص لهذا الغرض، وهو الدور الذي يمكن أن يضطلع به قطاع صناديق الاستثمار العالمي وصناديق الإستثمار المستدام، لا سيما تلك المعنية بقضايا المناخ.
التحديات التي تواجه التوسع في أنشطة الإستثمار الأخضر
من بين التحديات التي تواجه جهود التوسع في أنشطة الاستثمار الأخضر، ضعف البيانات اللازمة لبناء وتنفيذ استراتيجيات الإستثمار المستدام، وهو ما يشير إلى أهمية توجيه صناع السياسات لجزء من جهودهم لاستحداث منظومة عالمية تشرف عليها وتمولها المؤسسات الدولية تعنى بتوفير البيانات الخاصة بالاستثمارات الموجهة لحماية المناخ، بما يتضمن أوجه الاستثمار والمجالات التي يمكن أن تسهم في خلق أوعية استثمارية مناسبة لتحسين جودة المناخ وفي ذات الوقت تحقق عائدات طويلة الأجل مناسبة ومشجعة للمستثمرين.
في ظل الزخم الذي تشهده الأنشطة المتعلقة بالاستثمار الأخضر والاستثمار المستدام، قد يكون من الأهمية بمكان الإنتباه إلى ممارسات "الغسل الأخضر"، أي التضليل بشأن مراعاة البيئة، وهو ما يتطلب تعزيز دور الأجهزة الرقابية والإشرافية في توفير البيانات والإفصاحات، واستحداث تصنيفات جديدة للتمويل المستدام، والعمل على توفير أدوات إضافية لتوجيه المدخرات نحو صناديق الإستثمار الداعمة للتحول، قد تكون في شكل حوافز مالية للاستثمارات في الصناديق المعنية بالعمل المناخي، أو التوسع في فرض ضريبة الكربون.
ولتخفيف المخاطر المحتملة التي تواجه الاستقرار المالي بسبب التحول لهذا النوع من الاستثمار، قد يتطلب الأمر قيام صناع السياسات بانتهاج سياسة مناخية تتسق مع هدف التحول المنظم، وإجراء تحليل سيناريوهات واختبارات لقياس قدرة قطاع الصناديق الاستثمارية على تحمل الضغوط.