على جمعة: المسئولية فى الدين الإسلامى مهمة جميع أفراد المجتمع
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، إن المسئولية في الدين الإسلامي غير مقتصرة على الحاكم أو جماعة المسئولين بل هي مهمة الجميع من أفراد المجتمع للحفاظ على القيم الأخلاقية والجمالية التي بها تعم السكينة والسلام في الحياة.
وأضاف «جمعة»، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «لا بد أن يدرك الجميع أهمية تربية النشء على ممارسة المسئولية في حياتهم سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع، وتتنوع مسئوليات الفرد في مجتمعه على ثلاثة محاور رئيسية وهي: مسئوليته تجاه المجتمع، ومسئوليته في وقت الأزمات، ومسئوليته في القيام بدوره».
وأوضح أن المحور الأول يتمثل: في مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن تميم الداري أن النبي ﷺ قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (صحيح مسلم)، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أحدكم مرآة أخيه فإن رأى به أذى فليمطه عنه» (أخرجه الترمذي)، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلومًا أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: «تحجزه أو تمنعه من الظلم. فإن ذلك نصره» (أخرجه البخاري).
وأضاف: في هذه الأحاديث بيان لمسئولية التقويم والنصح على الفرد، وبيان لكيفية النصرة بشكل إيجابي سواء كان المنصور ظالمًا أو مظلومًا؛ فإن كان مظلومًا أعناه على أخذ حقه، وإن كان ظالمًا رددناه ومنعناه من الظلم، مما يجعل المسلم عضوًا مشاركًا في مجتمعه ذا فاعلية في تصرفاته جميعًا.
وأشار إلى أن المحور الثاني يتمثل في تحمل المسئولية في الأوقات العصيبة ببذل أقصى جهد، فعن حذيفة. قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا» (أخرجه الترمذي)، والإمعة هو الرجل التابع الذي لا يثبت على رأي، وفي هذا الحديث تدريب على الاستقلالية في اتخاذ المواقف الإيجابية في كل أمر، وعدم اتباع كل ناعق بظلم أو إساءة وتدريب على ممارسة الاجتهاد، واستخدام العقل لمعرفة الإحسان ومجاهدة النفس على اتباعه وإشاعته، وعدم الاستسلام لروح اللامبالاة والانهزامية أمام الظلم والشر في القول والعمل.
ولفت إلى أن المحور الثالث يتمثل في إتقان العمل، وقد لخصه النبي ﷺ فيما روته عنه السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أنه قال: «إن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه» (أخرجه الطبراني)، فمن أهم أهداف التربية النبوية إخراج الفرد المسلم إنسانًا عاملًا يقوم بالعمل الصالح المتقن؛ وذلك لأن العمل الصالح هو علة الخلق والإيجاد وهو مادة الابتلاء والاختبار في الدنيا ويبنى عليه الفوز في الآخرة، قال تعالى:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك:2].