الوفد: زعماء الحزب هم صناع التاريخ وسعد زغلول هو المحرك الرئيسي لثورة 19
قال الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، إن الاحتفال بذكرى زعماء الوفد الثلاثة ليس احتفالا للحزب، فقط، لكن لجموع الشعب المصري، مشيرا إلي أن سعد زغلول زعيم بمعني الكلمة وهو من غنى له سيد درويش وتربي على يد أمير الشعر أحمد شوقي واستقلال مصر مرتبط باسم سعد زغلول لأنه كان المحرك الرئيسي في تحقيقي الاستقلال للدولة المصرية، والتاريخ يذكر ما قدمه سعد زغلول.
كما يذكر ما قدمه محمد علي باشا في تأسيس مصر الحديث، لكن كانت لا تتمتع بالاستقلال ومن حقق الاستقلال التام كان سعد باشا زغلول وهو المحرك الرئيسي لثورة 1919 التي حققت الاستقلال التام للدولة المصرية لذلك فأن التاريخ المصري لا ينفصل عن سعد زغلول وبهذه المناسبة ننحني له احتراما وتقديرا على دوره الوطني وادعوا له بالرحمة لأنه مؤسس مصر الحديثة.
وألقي يمامة، خطابه السياسي مساء اليوم والذي جاء فيه:"شعب مصر العظيم.. الأخوة الوفديون.. إخوتي وزملائي أعضاء الهيئة العليا ورؤساء لجان الوفد.
السادة الحضور..
أهلاً بكم في هذه الاحتفالية المصرية الخالصة، التي نحتفل فيها سوياً ، بذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً، وهي ذكرى زعماء الأمة المصرية، وليس زعماء حزب الوفد وحده.
هذه الذكرى الغالية، التي نحتفل بها في أغسطس من كل عام، ذكرى رحيل مؤسس الوفد المصري وزعيم الثورة المصرية العظمى عام 1919 الزعيم سعد زغلول، الذي قاد الامة المصرية نحو الحرية والاستقلال.. وذكرى الرئيس الجليل مصطفى النحاس باشا الذي قاتل وكافح من اجل القضية الوطنية ومن أجل الدستور، وذكرى فارس العودة فؤاد باشا سراج الدين الذي أعاد الوفد إلى الحياة السياسية بعد سنوات من الإبعاد والاقصاء .
كل من هؤلاء الزعماء كانوا أبناء لهذه الأرض الطيبة، التي أنبتت كل ماهو جميل ، وقدمت للبشرية النموذج في العطاء.
منذ بدايات القرن العشرين، احتل الزعيم سعدزغلول مكانه غير مسبوقةفي التاريخ المصري الحديث. فلم يكن زعيماً سياسياً فحسب بل كان رائداً من رواد النهضة التنويرية ،التي انعكست على قضايا أساسية، تتعلق بهوية الامة المصرية، ومنها قضية التعليم وهي القضيه الرئيسية ،التي تشكل احدى دعائم النهضة.. فلا نهضة بلا وعي.. ولا وعي بلا تعليم.
كان سعد مظلة في الوطنية وقلعة يحتمي بها المصريون، حتى الذين اختلفوا معه، فالخلاف دوما على مصالح الوطن.. وليس على الوطن ذاته..
وليس أبلغ من الوصف الذي قاله المرحوم إسماعيل صدقي رئيس وزراء مصر في الزعيم سعدزغلول بقوله في مذكراته : ( صحيح أنني إختلفت معه،وصحيح أنه كانت للرجل أخطاء. ومن ذا الذي لايخطىء.. وصحيح أنه كانت فيه عيوب، لكنها كما يقول الفرنسيون العيوب التى تلازم الصفات الكبيرة).
كذلك كان الزعيم مصطفى النحاس، الذي تربى في مدرسة سعد ورافقه في المنفى وفي الجهاد بشتى الصور، وكان الصديق الأمين ليس على صديقه، ولكن على الوطن.
مصطفى النحاس هو فارس من الفرسان الكبار، ومقاتل صلب في سبيل الحرية والديمقراطية والدستور.
ربع قرن من الجهاد بعد وفاة سعد، خاضها النحاس مدافعاً عن الأمة المصرية، زعيماً ورئيساً للحكومة وفارساً نبيلاً منحه الله القبول، الذي وضع أعماله وصفاته في انصع صفحات التاريخ.
وثالث هؤلاء الزعماء، هو فؤاد سراج الدين .. بطل من أبطال مصر الشجعان. أعطى لمصر الغالي والنفيس مدافعاً صلباً ، ومواجهاً لعجرفة المحتل، وفارساً خاض أشرف معركة سياسية لعودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية.
أمثال هؤلاء الزعماء .. لن يذكرهم التاريخ فحسب، لكنهم هم صناع التاريخ نفسه.
شعب مصر الكريم.. كما سبق واشرت فإن القضية الوطنية، كانت الشغل الشاغل للوفد المصري، الذي ولد من رحم الأمة المصرية منذ عام 1918 وانطلاق شرارة الثورة المصرية عام 1919، وتأسيس حزب الوفد كحزب سياسي عام 1924. وحتى اليوم ستظل هذه القضية محور تفكيرنا ونحن نبحث عن مستقبل البلاد.
المعارك التي خضها هؤلاء الزعماء هي نبراس لنا في خطواتنا في كل وقت وحين.
الأخوة الوفديون ..
قبل ثلاثة أعوام احتفلنا سوياً، بذكرى مئوية ثورة 1919 .. الثورة الأم لكل ثورات مصر، والملهمة لكل الأحداث التي شهدتها مصر، على مدى قرن من الزمان.
الثورة التي وصفها أحد شهود العيان، الذي ولد في بيت الأمة الكاتب الكبير مصطفى أمين بقوله: «إنها قصة الأخوة الوفديون.
قبل 3 أعوام احتفلنا سوياً، بذكرى مئوية ثورة 1919 .. الثورة الأم لكل ثورات مصر، والملهمة لكل الأحداث التي شهدتها مصر، على مدى قرن من الزمان.
الثورة التي وصفها أحد شهود العيان، الذي ولد في بيت الأمة الكاتب الكبير مصطفى أمين بقوله: " «إنها قصة مصر..شعب كان مكبلاً بالأغلال، مكمم الأفواه، مقيداً بالسلاسل، ثم إنتفض فجأة، وحطَّم أغلاله، وكسر قيوده، وانقضّ على محتليه ومستعمريه وغاضبيه، لم يتردد أمام ضعفه وقوتهم،وهو انه وعظمتهم، وفقره وغناهم، وتجرده من السلاح وضخامة جيوشهم".
هذه هى مصر في ثوراتها الشعبية الكبرى، وهذا ما عبر عنه المصريون في ثورة 30 يونيو المجيدة، عندما وقف الشعب أمام فاشية الإخوان جماعة ..وتنظيم ..وكوادر..
شعب مصر العظيم ..
ونحن نحتفل بذكرى زعماء الأمة، نقف أمام حدث جلل وفريد، كانت ثمرة من ثمار ثورة 30 يونيو المجيدة، وهو الحوار الوطني الدائر في مصر الأن.. على مدى تاريخة الوطني، ظل حزب الوفد معبراً عن الأمة المصرية، وجزء أصيلا من حركتها الوطنية الحديثة التي أنطلقت مع شرارة ثورة 1919.
ومنذ ذلك التاريخ قدم حزب الوفد رؤى كبيرة، وتشريعات عظيمة ساهمت في تطور مصر الحديثة ،بدء من الاستقلال عام 1922،وحتى اليوم معبراً عن تطلعات المصريين في حياه كريمة شعارها العزة والكرامة.
ومع دعوة الرئيس السيسي إلى الحوارالوطني، من على مائدة أفطار الأسرة المصرية، استشعرالوفد أهمية أن يكون مشاركاً يليق بمصروابناءها.
وخلال ساعات من دعوة الرئيس، قرر حزب الوفد تشكيل لجنة تضم نخبة من الخبراء والمتخصصين لوضع نقاط محورية حول ضروريات الحوار.
واستجابت مؤسسات الوفد بأكملها لهذه الدعوة الكريمة من القيادة السياسية، ونظم معهد الدراسات السياسية بالحزب عدداً من اللقاءات وجلسات العمل المهمة، كذلك اللقاءات النقاشية المثمرة، التي نظمتها لجان الوفد العامة بالمحافظات.
وتلقى الحزب عدداً كبيراً من أوراق العمل وأطروحات النقاش، من لجانه إضافة إلى اللجان النوعية المتخصصة، التي طرحت رؤية للحياة السياسية المصرية ومستقبلها.
كانت هذه المناقشات تدور حول فكرتين أساسيتين هما رؤية مصر 2030،والاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان،وأختار المناقشون عنصري الأمان والتنمية ليكونا محورين أساسيين لورقةالعمل، التي تقدم بها الوفد إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب، وهي المظلة التي يعقد الحوار في رحابها.
وهنا لايفوت الحزب أن نتوجة بالشكر إلى القيادة السياسية، والتي دعمت فكرة الحوارالوطني، وأختارته كوسيلة متحضرة ،وأشارت إلى أنه لا تمييز في هذا الحوار، وأن مصرتتسع للجميع.
إننا نتطلع من هذا الحوار القومي إلى بناء مصر الحديثة، وأن يسفر هذا الزخم الكبيرعن الاتفاق على آليات لتنفيذ مخرجات وفق جدول زمني
كما أننا نتطلع إلى أن يخرج من هذا الحوارصياغة حقيقية لمشروع وطني لبناء مصرالحديثة، ونحن لدينا تصورات ورؤى سيتم طرحها على الأمانة العامة للحوار ولجانها الفرعية والنوعية.
الأمة المصرية العظيمة ..
إن الوفد ليس حزباً تاريخياً يعيش على أمجاد الماضي. إن حزب الوفد هو حزب عصري، قادر على تجديد نفسه ورؤيته وفقاً لتطور الأحداث.
إن الخطاب السياسي الوفدي يستلهم كل ما فعله الأباء والأجداد، ويضعه في إطار مشروعات تقدم يد العون للدولة المصرية..
حزب الوفد هو بيت الوطنية المصرية، الحزب المعارض الذي قد يختلف على سياسات، لكنه لن يختلف أبداً على مصلحة الوطن. فالمعارضة الوطنية هي جزء من الدولة الوطنية المصرية..
إن حزب الوفد سيتحرك وفق خطاب ثقافي يعتمد على التنوير وخدمة قضية الوعي، التي بدأها الأجداد. وهي القضية الأساسية التي تشكل الوجدان المصري، وهي التي أعطت المصريين القدرة على المواجهة والوقوف أمام التحديات.
في النهاية، أحب أن أؤكد لكل أبناء مصر أن هذه الأمة تحتاج إلى كل فكر وطني، إلى كل رأي حر .. وإلى كل عمل مخلص.