تعطلت الطائرة فى الجو فكتب المسرحية.. مواقف من حياة محفوظ عبدالرحمن
تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب محفوظ عبدالرحمن، وتوفي في مثل هذا اليوم من عام 2017، وفي مقال له ذكر عبدالرحمن العديد من المواقف في حياته.
يقول محفوظ عبدالرحمن: "في عام 1974 ركبت طائرة وتعطلت الطائرة في الجو فلجأت إلى أحد المطارات، وألقوا بنا في المطار نهارًا كاملًا، ولم أجد ما أفعله سوى أن أبدأ كتابة مسرحية "حفلة على الخازوق"، وتغلبت على الإحساس بالبرودة وتحملت العرق وتخطيت حاجز الخوف الذي حطم تجربتي الأولى، وأنجزت تجربتي الثانية بعد أحد عشر عامًا من الصدمة الأولى، وكنت سعيدًا بما فعلت حتى إنني لم أصدم كثيرًا برفض الرقابة، وبالمصادفة قابلت المخرج الذي كنت أنتظر لقاءه وهو عبقري من الجيل الذي تلا الطيب صديقي كرم مطاوع، وهو المخرج صقر الرشود.
ويكمل: "وقدم صقر الرشود "حفلة على الخازوق" في عرض مدهش، شجعني على كتابة مسرحية "عريس بنت السلطان"، والتي قدمها أيضًا في عرض جميل"، وقال لي "الرشود": "يا أخي نحن نعمل في ظروف رقابية قاسية، ولا بد أنك لاحظت كما لاحظت أنا أن الرقابة تخف قبضتها إذا لم تكن المسرحية محلية، ما رأيك في فرقة مسرحية ليست مسجلة في أي بلد عربي، ولا تمارس أي سلطة رقابية عليها، من يوافق على عروضنا أهلًا وسهلًا، ومن لا يوافق بالسلامة".
ويواصل: "كانت فكرة مثالية لم تخطر على ذهن أحد منا، ولكننا كنا على موعد مع المستحيل، وحددنا موعدًا للبداية، ووصلتني رسالة تفيض بالآمال وأنه أخذ في ترتيب أموره للبدء في مشروعنا الجنوني، وقرأت الخطاب بعد قراءة نعيه، فقد مات في حادث سيارة".
ويستطرد: "جميع مسرحياتي كتبتها باللغة العربية إلا واحدة هي مسرحية "كوكب الفئران"، والتي تناولت فكرة خرافية عن سيطرة الفئران على قرية مصرية، فقد كتبت هذه المسرحية بالعامية وهي تجربة لم أعد إليها".
ويتابع: "وهناك ظاهرة في هذه المسرحية أظنها تكررت في معظم أعمالي وهي أن العرض الأول يكون أسوأ من غيره من عروض ثانوية، ولقد قال لي فنان تونسي: أنت كاتب جهوي، وقد يعني بها أنني أجد نفسي في المسارح الصغيرة أو الثقافة الجماهيرية".