محفوظ عبدالرحمن: ليلة عرض «ناصر 56» جلست أنا وأحمد زكى على الأرض
محفوظ عبدالرحمن الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2017، واحد من أهم كتاب الدراما التليفزيونية، لعل من أشهرها مسلسل «بوابة الحلواني»، وله في المسرح صولات وجولات، فمن مسرحياته: «محاكمة السيد ميم، حفلة علي الخازوق، بلقيس وغيرها»، أما في السينما فقد قدم محفوظ عبد الرحمن أفلام: «حليم، كوكب الشرق، ناصر 56»، وغيرها.
كتب محفوظ عبد الرحمن القصة القصيرة والرواية والنقد، ففي مجال القصة القصيرة، قدم محفوظ عبد الرحمن مجموعات: «البحث عن المجهول، أربعة فصول شتاء»، بالإضافة إلى روايته «اليوم الثامن».
«بوابة الحلوانى».. كواليس وذكريات
وحول أشهر أعماله الدرامية، المسلسل التاريخى «بوابة الحلوانى»، والذي قدمه محفوظ عبد الرحمن في أربعة أجزاء، وعن كواليس العمل، قال في لقاء تليفزيوني له: «بداية فكرة عمل "بوابة الحلوانى" جاءت عندما كنت أفكر في كتابة عمل عن حفر قناة السويس، وكنت مستندا إلى وثائق تاريخية عثرت عليها مصادفة، وجدت فيها كنزا وثائقيا تاريخيا، يتضمن كتابة عن الحياة اليومية خلال حفر قناة السويس».
ويضيف محفوظ عبدالرحمن: «بعد قراءتي لهذه الوثائق بسنوات، تذكرتها ومن ثم بدأت في قراءة المراجع والكتابات التاريخية عن العصر الذي حفرت فيه قناة السويس، عصر الخديوي إسماعيل.. وبدأت في كتابة مسلسل في 24 حلقة».
ومن المواقف الطريفة عن مسلسل «بوابة الحلواني»، يقول محفوظ عبد الرحمن: «عندما تقدمت بالمسلسل، قيل لي هذه 24 حلقة فقط ومسلسلات رمضان 30 حلقة، وفيما بعد قرأت التقرير الذي كتب عن المسلسل وما ورد فيه أنه مسلسل كئيب ويرجى عدم إذاعته في شهر رمضان حتى إنني شخصيًا ذهبت إلى ممدوح الليثي، وطلبت منه ألا يذاع المسلسل خلال شهر رمضان».
وعن سبب طلبه الغريب هذا، خاصة وأن الموسم الرمضاني يشهد أعلى معدلات متابعة للدراما التليفزيونية، أوضح محفوظ عبد الرحمن:« كنت أفضل أن يتابع الجمهور مسلسل "بوابة الحلواني" بهدوء، للإلمام بالتفاصيل التاريخية في العمل».
«ناصر 56» كتب كسهرة تليفزيونية
وعن فيلمه «ناصر 56»، أوضح محفوظ عبد الرحمن، خلال لقاء إعلامي معه: «فيلم "ناصر 56" كتب في البداية كسهرة تليفزيونية، وعندما تقدمت لتنفيذها، اقترجت الجهة الإنتاجية تحويله إلى فيلم سينمائي، وقد شارك في افتتاح أولى دورات مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وكانت ليلة حاشدة، ولم أرى مهرجانًا بهذا الإقبال من قبل، خاصة وأنه كان يجمع بين المبدعين العرب والمصريين، وكان يوم عرض الفيلم من أهم الأيام في حياتي، فقد فوجئت بما حدث في هذا اليوم».
وعن وجه المفاجأة في يوم عرض فيله «ناصر 56» لأول مرة خلال افتتاح مهرجان الإذاعة والتليفزيون، أوضح محفوظ عبد الرحمن: «أولًا لم نجد مكانًا نجلس فيه أنا وأحمد زكي من كثرة الحضور الحاشد، حتى إن أحمد زكي جلس على الأرض مع عدد كبير من الحضور، الذي فاق المتوقع».
ومع بداية عرض الفيلم وظهور شخصية جمال عبد الناصر والكاميرا تقترب منه ببطء اندلعت عاصفة من التصفيق المدوي داخل القاعة، وهو ما تكرر بشدة في المشهد الخاص بقرار تأميم قناة السويس.
أما ردود أفعال الحضور، فتراوحت بين من سمعته يقول: «الله.. الله، وكأنه يستمع إلى أغنية عظيمة، ومنهم من بكي بنشيج عظيم يحاول أن يكتمه ولا يستطيع، كانت ليلة أسطورية حافلة لا تنسي طول العمر، وما لا أنساه أيضًا أنني صادفت صديقا لي بعد انتهاء عرض الفيلم وكانت الدموع في عينيه لا زالت، بينما احتضنني صديق آخر قائلًا لي: هذا جمال عبد الناصر آخر غير الذي كونت له صورة في ذهني ووجداني».